تواصلت سهرة أمس الأول ولليوم الثاني على التوالي فعاليات المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي، التي يحتضنها مسرح باتنة الجهوي إلى غاية ال 15 من الشهر الجاري شوشان.ح فكان عشاق الفن الرابع على موعد مع عرض مسرحي بعنوان «أمسانو» لمخرجه مسعود نجاحي ممثلة لمسرح باتنة الجهوي الذي حاول أن يجسد الواقع الحقيقي لمنطقة الأوراس فيما تعلق بالهوية والحفاظ على الذات، التي سلبها منها أبناؤها بطريقة قريبة من الخيانة والاستغلال من فلذات كبدها، فاستعان مخرج العرض بأشياء بسيطة في عرضه أولى فيها الأهمية للموسيقى والفنان على حد سواء، حيث تميز العمل بأنه عرض غنائي، حمل العديد من المقاطع الموسيقية التي رددها ممثلو العرض، إلى جانب الموسيقى الخارجية التي حملت هي الأخرى كلمات معبرة تبكي أطلال مجد الأوراس في وضعية قريبة للمقارنة بين الأوراس الأبي وأوراس اليوم الذي فقد جانبا مهما من شخصيته وثقافته، تجسدت في اللغة التي عربت وذلك بإدخال بعض الألفاظ باللغة العربية لإظهار تلك الفروق والتغييرات التي قضت على الهوية الأمازيغية ساهم بها وبشكل كبير التحضر والمدينة، فكان للباس الممثلين الأثر البالغ في نقل تلك النقطة بين الأصالة والبداوة لشاب لازال يحافظ على هويته وآخر رفقة عشيقته في لباس أكثر تحضرا غير أنهما يحاولان التشبث من جديد بالهوية الأمازيغية من خلال التمسك باللغة ومحاربة كل ما له يد في طمسها وهو ما تجلى في محاربة كل من تسول له نفسه في فرض ذاته على الذات الأصيلة، حيث أراد مخرج العرض مسعود نجاحي الذي استعان بشباب يصعدون الخشبة لأول مرة أن يبرز ذلك التوجه لمقبرة النسيان والجحود والنكران ومحاولة دفن الهوية والتاريخ والموروث الثقافي الأمازيغي الحافل بالانجازات والانتصارات والركض وراء بريق المدينة والتحضر حينها ينتفض الأجداد ويعودون حتما لمحاكمة الحاضر الذي خيب أمالهم، ويوقفون ذلك الجنون القادم من زيف المدينة وحجارة المعمار وجبروت المادة التي طغت على الذات، وهو ما تجلى في شخصية كسيلة والكاهنة الذين ظهروا الذين ظهرا لإيقاض الأوراس التي جسدت في امرأة فقدت معالم الحياة وضاعت منها الروح، لبعث الحياة فيها من جديد وتستيقظ على أمل مشرق وتبقى صامدة يحافظ أبناؤها على هويتهم وعلى أن تبقى هي كذلك، فكان عرض «أمسانو» دعوة للرجوع لحضن الأصالة والتاريخ الأمازيغيين كلما اشتدت وأغلقت السبل وضيعت الطريق في دروب الحياة.