يرى الفنان التشكيلي مراد عبد اللاوي أن الإنسان لا يختار أن يكون فنانا ولكن الفن هو الذي يختار من يكون فنانا، ويقول ابن مدينة عين البيضاء بولاية أم البواقي، إن أعماله التشكيلية «ترجمة أمينة لهموم الناس وقضاياهم، ولكن بأدوات جمالية وفنية»، ويؤكد عبد اللاوي على هامش افتتاح معرضه «تأملات» بقاعة محمد راسم بالجزائر، أنه «فنان محترف»، وما يقوم به هو «تسجيل صادق لمقتطفات من الحياة اليومية، وبعض وقائعها المرة»، مثل التفاصيل الدخيلة التي اجتاحت يومياتنا، وفي مقدمتها الضغط النفسي بتجلياته المختلفة، ويعترف هذا التشكيلي بصعوبة التطرق إلى مثل هذه المواضيع ومعالجتها فنيا بطريقة تقنية وجمالية، تمتاز لوحات عبد اللاوي بتركيبتها الحداثية وأسلوبها التجريدي، حتى وإن كانت تستمدّ مواضيعها من وقائع وأحداث من نبض الحياة، وهذا ما يفسر محاولة الفنان في بعض أعماله «تأليف موسيقى مرئية» يمكن سماعها بالعين، وتشكل أعمال عبد اللاوي إيقاعا مضبوطا ينسجم وطبيعة الهواجس والأفكار التي تعتمل في أعماق ذاته، باعتباره فنانا مولعا بإعادة تركيب تلك الهواجس بطريقة فنية، وهذا الأمر يبدو بوضوح من خلال مجموعة لوحات تحمل عنوان «الحاجز»، حاول الفنان فيها أن يعبر عن المثبطات التي تصادف الإنسان في علاقاته داخل الأسرة، والعمل، وحتى في علاقته بالآخر، وهي الهواجس نفسها التي تحاول لوحة أخرى تحمل عنوان «تأسّف»، مقاربتها،ويعلل هذا التشكيلي خياراته الفنية بكونه لم يذهب «إلى حيث ذهب الآخرون»، مفضلا أن يعالج المواضيع بطريقة غير مألوفة، ورغم تأثره بعدد من الفنانين العالميين، على غرار محمد خدة وإيسياخم، إلا أنه يحاول أن يعالج مواضيعه بأسلوبه؛ ليبدأ أعماله من النقطة التي انتهى إليها سواه، يشار إلى أن لعبد اللاوي العديد من الجداريات بمدينة عين البيضاء وولاية سوق أهرس ومدينة الياخات بالمغرب، وهو يحمل شهادة المدرسة الوطنية للفنون الجميلة (1989)، وقد أقام الكثير من المعارض الفردية، ونال عددا من الجوائز، منها الجائزة الأولى بالصالون الوطني بأم البواقي (2000)، وجائزة «فنان مميز» بالإسماعيلية في مصر (2013) وجائزة ملتقى التوأم للشعر والفنون التشكيلية بسكيكدة (2015).