على خلفية الأشغال العمومية والورشات المفتوحة نحو موسم الاصطياف غير عادي تؤكد كل المعطيات والمؤشرات الميدانية على صعوبة نجاح موسم الاصطياف والاستجمام لموسم 2009. حيث جاءت كل التوقعات مخالفة لما تم التسطير له من طرف الهيئات الرسمية والقائمة على هذا القطاع الحيوي والحساس، وذلك على خلفية الأشغال الميدانية و التي طالت معظم مدينة عنابة والتي باتت أشبه بمدينة معزولة عن العالم الخارجي بفعل الورشات المفتوحة هنا وهناك وفي هذا الصدد، فقد عرفت عملية التهيئة والأشغال العمومية نسقا بطيئا في عملية الإنجاز على مستوى كامل الورشات الموزعة عبر تراب بلدية عنابة والتي خلفت من ورائها مجموعة من النقائص التي أثرت بشكل مباشر على الواقع الاجتماعي والاقتصادي التي ألقت بظلالها المتشابكة على الواقع المعيشي للسكان الأمر الذي أدى بالكثير من العنابين إلى طرح أكثر من سؤال عن جدوى اختيار التوقيت ونحن على أبواب موسم الاصطياف والاستجمام لفتح مثل هذه الورشات الكبرى في الوقت الذي ستعرف فيه عنابة استقبالا لأعداد كبيرة من السياح المحليين، وفي هذا الشأن فإن الرهان على عامل الوقت والزمن كان أحد الأخطاء الإستراتيجية والفخ القاتل الذي أوقع الكثير من المشرفين على إدارة شؤون مدينة في اتخاذ مثل هذه القرارات دون اللجوء إلى مراجعة قائمة على أسس علمية بحتة. وفي هذا يرى الكثير أن الارتجالية كانت أكثر العوامل تأثيرا وحضورا في اتخاذ مثل هذه الإجراءات التي أثرت على باقي القطاعات الأخرى وألحقت بها أضرارا فادحة، دون حساب العواقب الأخرى الناتجة عنها. وفي هذا السياق ستعرف شواطئ عنابة والقطاع السياحي أسوأ موسم له في حالة تواصل الأشغال العمومية والورشات القائمة بهذه الوتيرة المتباطئة، والتي ستكون أحد العوامل المؤثرة في تقلص أعداد كبيرة من السياح الأمر الذي يؤثر على عدة قطاعات اقتصادية وفعالة هامة مثل قطاع الفندقة، التجارة، النقل والمواصلات، التجارة وفي هذا كان من الضروري على القائمين والمشرفين على بلدية عنابة إيجاد حلول وصيغ جديدة للحد من مخاطر عدم نجاح موسم الاصطياف وذلك بتفعيل هذه الورشات وودفعها إلى الرفع من وتيرة العمل وذلك بزيادة وردية أخرى حتى تسمح للكثير من محبي عنابة التردد عليها بأعداد كبيرة خدمة لصالح العام. وفي ذات الموضوع ومن أجل التمكن من إنجاح هذا الموسم المهدد بسنة بيضاء لابد من اتخاذ جملة من القواعد العلمية والمعطيات الميدانية الكفيلة بإخراج عنابة من مآزقها وأزمتها الحالية باعتبارها إحدى القواعد السياحية الهامة على المستوى الوطني وذلك بإحداث توازن في الورشات العاملة وضبطها بمواعد محددة وإعدادا لعدة لاستقبال كافة الأفواج السياحية القادمة إلى مدينة عنابة واستقبالها في أحسن الظروف والأجواء الملائمة. وفي هذا السياق فإن العيب في ظل مثل هذه الأجواء غير العملية والمخالفة لكافة الأعراف والتقاليد المعروفة عن هذه المدينة أن نستقبل ضيوفنا الكرام في مثل هذا الحالات غير الملائمة. بن عامر أحمد