نتيجة عدم تحصله على منحة الإعاقة عيسى يصل إلى جزيرة سردينيا لم تكتف أمواج المتوسط بإغراء الشباب الأصحاء لتوصلهم إلى الضفة الأخرى لينعموا بجنة سردينيا التي صورتها لهم مخيلتهم بل تعدى الأمر حتى إلى المعاقين الذين لم يستطيعوا مواجهة إغراءات هذا الحلم بالنظر إلى الظروف الصعبة التي يتخبط فيها شبابنا سواء كانوا معافين أو معاقين هذا ما قرأناه في عيون أخت أحد الشباب المعاقين والتي أرادت أن تناشد السلطات المحلية والمواطنين في العثور على أخيها كغيرها من العائلات التي لا تزال أكبادها محروقة على فراق أبنائهم عبر جريدة آخر ساعة لا تختلف قصة الشاب سيناوي عيسى صاحب 24 ربيعا عن باقي الحراقة الذين ركبوا قوارب الموت نحو جزيرة سردينيا بل أنها تشترك في العديد من النقاط أهمها تلك المتعلقة بسوء الظروف الاجتماعية والمعيشة الضنك في ظل شبح البطالة ولكن ما جعل عيسى الشاب الأبكم يقرر في لحظة غضب أن يواجه أمواج المتوسط يوم 18 من شهر ماي الجاري هو تلك الإحباطات المتكررة التي لاحقت مصيره بعد أن فشلت جميع محاولاته ومحاولات والده في الظفر بمنحة الإعاقة والتي لم يتحصل عليها يوما فيما يتحصل أخوه الذي يكبره بسنتين والذي يعاني من نفس الإعاقة على المنحة الخاصة به مما جعله يعاني من إحباطات نفسية خاصة تلك تعرض لها خلال السنة المنصرمة مما جعله يهدد بالانتحار مما استدعى قدوم لجنة تابعة لمديرية النشاط الاجتماعي للتحقق في الموضوع ولكن ولغاية كتابة هذه الأسطر لم يستفد عيسى من المنحة وكانت آخر محاولة تلك التي قام بها يوم أن قرر الحرقة بعد أن فشلت محاولته في الحصول على منحته مما جعل والده يقدم له 200دج ليشتري بها ما يمكنه هذا المبلغ الضئيل من اقتنائه ليفضل الجلوس في مقهى رفقة بعض الشباب الذين أقنعوه بالهجرة غير الشرعية فركب أمواج البحر المتوسط يومها على متن أحد القوارب تقليدية الصنع رفقة 3 أفواج أخرى والذين رجعوا أدراجهم بعد أن تحطمت قواربهم فيما وصل القارب الذي كان عيسى على متنه إلى جزيرة سردينيا وبنبرات صوتية خالية من الكلمات تمكنت والدة عيسى من معرفة ابنها لتبدأ الشكوك تراود عائلة سيناوي عيسى بوجوده في أحد السجون الإيطالية ولذا تناشد عائلة عيسى السلطات المحلية لمساعدتها على إرجاع فلذة كبدها. حنان خليفة