في ظل غياب التوظيف الحقيقي لثروات المنطقة البطالة بين انكماش السوق والمعالجة الظرفية بالطارف يبدو أن المعالجة الظرفية لمشكلة البطالة هي السائدة ما دامت الميكانيزمات الموضوعة على اختلاف أنماط برنامج التشغيل والتي نتج عنها عدم استقرار معدلات البطالة في ظل غياب التوظيف الحقيقي للثروات التي تزخر بها ولاية الطارف. إن البطالة من التحديات الراهنة على المستوى المحلي أو الوطني وحتى الدولي بعد الأزمة الاقتصادية الأخيرة التي ضربت بعض الدول الكبرى وإن تفاوتت نسبتها بين دولة وأخرى فقلة الموارد وغياب قاعدة اقتصادية بولاية الطارف وضعف الاستثمار جعل من شبح البطالة ماردا عنيدا يخيف الشباب ويعيق آخرون على مواصلة مشوارهم الدراسي بمجرد أنه يرى عينات من الإطارات الجامعية المتخرجة تعاني البطالة وإن كشفت بعض المنابر الرسمية في الأشهر الأخيرة أثناء مناقشتها لملف التشغيل عن مؤشرات لوضع هش على الرغم من تسجيل تحسن طفيف في تراجع نسبة البطالة إلى 15.25 بالمائة منذ قرابة ستة أشهر ماضية بعدما كانت سنة 1999 هذه النسبة تعادل 33 بالمائة هذا إذا وضعنا في الحسبان المستفيدين من القروض المصغرة وغيرها إلى جانب تشغيل الشباب والشبكة الاجتماعية والإدماج المهني وعقود ما قبل التشغيل حيث أن معظم هذه الأنماط لا تغني وتشبع من جوع في ظل تدهور القدرة الشرائية والغلاء الفاحش لمختلف المواد حيث أن الفرد العامل أو الموظف بهذه البرامج من التشغيل لا تتعدى تغطية راتبه الشهري مصروفه الشخصي، أما فيما يخص إعانة ودعم الشباب على خلق مؤسسات مصغرة عن طريق القروض بالنسبة لوكالة الأنجام التي وصلت عدد ملفاتها المؤهلة من طرف الوكالة 619 للتمويل الثنائي والثلاثي إلا أن هنا 130 ملفا فقط قوبل للتمويل من طرف البنوك من جهتها وكالة الأنساج لدعم المؤسسات المصغرة فهناك 5136 ملف تم تأهيله بينما قبلت البنوك تمويل 1380 ملفا كما نال 915 ملفا تأهيل الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة "كناك" بينما الملفات المقبولة من طرف البنوك 244 ملفا فقط هذا حسب آخر حصيلة أعدتها مديرية التشغيل بالولاية فكل هذه المؤشرات تبرز فهيا عدة ملاحظات وراء الأرقام المقدمة عكست الفارق الموجود بين العرض والطلب وسوء التحكم في سوق الشغل بين ضعف مساهمة المؤسسات العمومية منها والخاصة التي تظهر النقص الكبير في المشاريع الاستثمارية وعرقلة البنوك في إنشاء المزيد من المؤسسات المصغرة وبين هذا وذاك هناك كل سنة جيوش من الشباب مسرح من المدارس ومتخرج من الجامعات ينتظر في طابور العمل بالإضافة إلى عمال آخرين أحيلوا على البطالة بعد تسريحهم من مؤسسات عملهم، ليبقى الاستغلال الحقيقي لكنوز ولاية الطارف وثروتها الطبيعية وتشجيع الاستثمار المناسب حسب خصوصيات المنطقة الذي من شأنه أن يدفع بعجلة التنمية فإن هذا الملف الشائك للتشغيل حساس يتطلب معالجة ميدانية على أرض الواقع دون ترقيع لتبقى البطالة من التحديات التي تواجه المجتمع والمعيار الحقيقي للتطور والتنمية الطموحة. ن.معطى الله