كشفت هيئة الأرصاد الجوية أن العاصفة الثلجية التي شهدتها ولاية خنشلة ليلة الخميس إلى الجمعة لم تشهدها الولاية من قبل منذ 50 سنة حيث وصلت سرعة الرياح التي كانت تحمل معها رذاذ الثلوج إلى أكثر من 120 كلم في الساعة وهي أقوى عاصفة ثلجية تشهدها الجزائر ، العاصفة هذه منعت وحالت دون تقديم المساعدات الكافية للعالقين بمختلف طرقات الولاية وعرقلت تدخل السلطات لفتح الطرقات ليلا ، حيث تنعدم الرؤية بالطرقات الوطنية المغلقة ولو على مسافة متر واحد نتيجة الرياح القوية المصحوبة بالثلوج ، ورغم ذلك فإن السلطات المنتخبة والإدارية و قوات الجيش والدرك والشرطة والحماية المدنية بمساعدة المواطنين نجحت في منع وقوع كارثة إنسانية في تلك الليلة حسب تصريح رسمي لآخر ساعة . خسائر وأضرار جسيمة بالمركبات وعشرات الجرحى في الليلة السوداء هذا وقد كانت ولاية خنشلة قد شهدت ليلة الخميس إلى الجمعة عاصفة ثلجية لا مثيل لها منذ نصف قرن حسب تقارير الأرصاد الجوية التي وردت إلى الهيئات الرسمية ، أين تسببت الرياح القوية في وقوع حادث مرور بطريق ششار – بابار أودى بحياة شابين وجرح آخر ، حيث لم يتفطن أحد للضحايا إلى غاية صباح اليوم الموالي لوقوع الحادث وأرجع المواطنون سبب وفاة الشابين إلى البرد القارص والصقيع بعد أن حاولا الخروج من السيارة والوصول إلى الطريق ، كما تسببت موجة الصقيع والجليد في مبيت عشرات العائلات أو المئات بالطرقات و قد تمكنت السلطات من الوصول إليهم ومد العون لهم بتقديم الوجبات لهم وتدعيم مركباتهم بالمواد الطاقوية ، كما فتحت السلطات الولائية وبلديات خنشلة وبابار وششار المدارس لاستقبال المسافرين العالقين بالطرقات وقدمت لهم وجبات غذائية ، أين استقبلت المدارس عشرات العائلات في تلك الليلة من مختلف ولايات الوطن التي علقت بطرقات الولاية ، وأسفرت العاصفة عن أضرار جسيمة بالمركبات التي انحرفت بالطرقات و هو ما زاد من صعوبة مهمة السلطات والهيئات التي تدخلت بكل إمكانياتها بما فيها مصالح الجيش والشرطة والأشغال العمومية والبلديات ، وقد أحصت المصالح المعنية حوالي 30 مركبة تعرضت للانزلاق وأضرار ، كما أصيب عشرات الأشخاص بجروح نتيجة حوادث الانزلاق وحوادث مرور متفرقة بمختلف طرقات الولاية التي أغلقت بالكامل طيلة ليلة كاملة . الوالي يأمر بفتح إقامات الولاية للمواطنين العالقين وتشكيل خلية أزمة وقد أمر والي خنشلة الذي كان متواجدا بعطلة قصيرة في ذلك الأسبوع بفتح إقامات الولاية المتواجدة بالحامة وعاصمة الولاية للعائلات العالقة مع تقديم كل المعونات لهم و التكفل الجيد بهم نتيجة التقلبات الجوية ، كما أمر السلطات بالنزول الفوري إلى الطرقات ومعاينة الأوضاع و تشكيل خلية أزمة تعمل لمدة 24 ساعة على 24 ساعة لمتابعة الوضع والتدخل في المناطق التي تضررت جراء العاصفة . تشييع جثامين ضحايا الليلة الحالكة بحضور رئيس بلدية ششار وغياب باقي السلطات وببلدية ششار تم عشية الجمعة تشييع جثامين ضحايا الحادث المروري بحضور كبير للمواطنين وحضر الجنازة رئيس بلدية ششار وغابت عنها باقي السلطات وهو ما أثار استياء مواطني البلدية الذين استنكروا غياب السلطات المعنية في مواساة عائلات الضحايا ، في حين تم وضع مرافق الضحايا بغرفة الإنعاش بمستشفى ششار ، أين تشهد حالته الصحية تحسنا حسب الطاقم الطبي المشرف على علاجه . الكهرباء لا تزال غائبة عن قرى ومداشر منذ ليلة الخميس وسونلغاز في حالة طوارئ وإلى غاية يوم أمس السبت لا تزال عدة مناطق بالولاية في الظلام نتيجة انقطاع التيار الكهربائي عنها منذ يوم الخميس منها عدة قرى بششار وخيران والمحمل وأولاد رشاش ، حيث لا تزال مصالح سونلغاز عاجزة عن إصلاح الإعطاب التي لحقت بشبكة الكهرباء بالمناطق الجنوبية للولاية ، وحسب مصالح سونلغاز فإن خسائر جسيمة لحقت بالشركة نتيجة العاصفة الثلجية الأخيرة التي اقتلعت كوابل وحطمت أعمدة ، ورغم ذلك فإن أعوان الشركة في حالة استنفار لتصليح الأعطاب والعمل على إعادة الكهرباء للقرى والمداشر المعزولة .