كشف مصدر عليم ل «آخر ساعة» أن صرف الإعانات المالية الخاصة بالعملية التضامنية لشهر رمضان في البلديات التي لم تتم فيها العملية بعد سيكون هذا الخميس إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها. يبدو أن معاناة العائلات المعوزة في ولاية عنابة التي استفادت من الإعانة المالية الخاصة بشهر رمضان لن تنته بسهولة، فبعد أن كان من المقرر أن يتم صرف هذه الإعانات الأحد الماضي من خلال صبها في الحسابات البريدية للمستفيدين لم تتم العملية إلى غاية الآن، رغم أن وزارة الداخلية والجماعات المحلية حدد نهاية شهر ماي كآخر أجل لصرف الإعانات للمعوزين على المستوى الوطني، والمشكل أن بلدية عنابة التي تحصي أكبر عدد من المستفيدين الذين يفوقون 6000 عائلة معوزة لم يتم صرف إعاناتها إلى غاية كتابة هذه الأسطر وذلك بسبب تأخرها في حل المشاكل المرتبطة بالأخطاء الواردة في أرقام الحسابات البريدية الجارية للمستفيدين بالإضافة إلى وقوع أخطاء محاسباتية أخرى، هذا وكشف مصدر «آخر ساعة» أن صب الإعانات المحلية سيكون هذا الخميس وهو الأمر الذي أخطرت به السلطات المحلية إدارة مؤسسة «بريد الجزائر» التي يتردد المستفيدون يوميا على مكاتبها للاستفسار حول ما إذا تم صرف الإعانات أم لا، هذا وقد واجهت أغلب المجالس الشعبية البلدية واجهت مشاكل محاسباتية وأخرى متعلقة بتخصيص مبلغ يقل عن 6000 دينار لكل مستفيد رغم أن وزارة الداخلية حددت هذا المبلغ الأخير كحد أدنى وذلك نتيجة عدم قدرة بعض البلديات على مواكبة التطور الحاصل في مجال التسيير خصوصا من ناحية الاعتماد على التكنولوجيا، ما تجدر الإشارة إليه أن مجلس الوزراء المنعقد بتاريخ 5 جوان 2018 قرر التخلي عن الطرود الغذائية وتعويضها بالإعانات المالية حفاظا على كرامة المواطن والقضاء على الطوابير، باعتبار أن الكثير من المعوزين يجدون حرجا من الوقوف في الطوابير، ضمان وصول الإعانة للمعوزين قبل حلول شهر رمضان نظرا لبطء وتعقيدات إجراءات عقد الصفقات العمومية واختيار الممونين ل «قفة رمضان» وهو ما كان يتسبب في تأخر العملية، تصرف المستفيد في الإعانة حسب احتياجاته باعتبار أن محتويات «القفة» كانت لا توافق الاحتياجات الفعلية للمعنيين، سهولة مراقبة حركة الأموال المرصودة للعملية التضامنية وأوجه صرفها واقتصاد التكاليف المترتبة عن اعتماد نظام الطرود الغذائية، بالإضافة إلى وضع حد لصعوبة الوصول إلى المعوزين في بعض المناطق النائية، كما أن من بين السلبيات التي كانت مسجلة في «قفة رمضان» هو عدم احترام شروط التخزين مما يؤدي إلى تلف بعض المواد الغذائية وعدم احترام بعض الممونين لدفتر الشروط، بالإضافة إلى توفير التكاليف المعتبرة التي تتحملها الدولة والجماعات المحلية من ناحية الوسائل المادية والبشرية، هذا وما تجدر الإشارة إليه أن الميزانية الإجمالية التي تم تخصيصها للعملية التضامنية بولاية عنابة بلغت أكثر من 12 مليار سنتيم، أكثر من 7 ملايير سنتيم منها من ميزانية البلديات، 3 ملايير من ميزانية الولاية وقرابة 2 مليار سنتيم إعانة مالية من وزارة التضامن الوطني، كما أحصت السلطات المحلية 24644 معوزا سيستفيد من الإعانات المالية وذلك من أصل 38179 مسجلا تتوفر فيه الشروط.