أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، خلال كلمة ألقاها أمس بمناسبة اليوم الثاني من زيارة العمل والتفتيش إلى الناحية العسكرية الثالثة ببشار،أين أشرف على التطبيق الوافي لبرامج التحضير القتالي وكافة التعليمات والتوجيهات المتصلة به.وأثنى نائب وزير الدفاع الوطني في بداية كلمته على القدرات الكبيرة التي يتمتع بها أفراد الجيش الوطني الشعبي وبنضجه التكويني والتدريبي والتحضيري، الذي أضحى يتميز به المسار التطوري للجيش الوطني الشعبي. كما تطرق رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالحديث مرة أخرى عن الوضعية السياسية الصعبة التي تمر بها البلاد في الوقت الراهن حيث قال «على الرغم من الأزمة التي تمر بها البلاد اليوم، فإن الدولة الجزائرية بمؤسساتها المختلفة بقيت محافظة على كافة قدراتها التسييرية وعلى هيبتها وعلى نشاطاتها المختلفة وبقيت محافظة على تواصل مسارها العلاقاتي مع شركائها الأجانب، بفضل أبنائها المخلصين المتواجدين في مختلف مواقع نشاطهم وأعمالهم».كما أكد نائب وزير الدفاع الوطني الفريق أحمد قايد صالح أن الدعوة التي يتبناها البعض من خلال طرح فكرة ضرورة إيجاد حل توافقي يمزج بين الدستور والمطالب الشعبية، ما هي إلا دعوة تناقض نفسها ,حيث قال في هذا الصدد «لقد كثر الحديث عن أهمية إيجاد حل توافقي بين أحكام الدستور وبين المطالب الشعبية، فهل يعتقد هؤلاء بأن هناك تناقضا أو تباعدا بين ما ترمي إليه الأحكام الدستورية في أبعادها الحقيقية وبين ما يطالب به الشعب الجزائري في مسيراته المتتالية، فالشعب الذي زكى دستوره هو أحرص من غيره على صيانة قانون بلاده الأساسي وحفظ أحكامه ودوام العمل به، فلا يمكن أن يتم باسم الشعب تحطيم إنجاز الشعب الجزائري المتمثل في قانونه الأساسي أي الدستور».كما تساءل القايد صالح قائلا «هل يدرك من يدعي عن جهل أو عن مكابرة وعناد أو عن نوايا مبهمة الأهداف، نعم نوايا مبهمة الأهداف، بأن سلطة الشعب هي فوق الدستور وفوق الجميع، وهي حق أريد به باطل، كونهم يريدون عن قصد تجاوز، بل تجميد العمل بأحكام الدستور، قلت هل يدرك هؤلاء أن ذلك يعني إلغاء كافة مؤسسات الدولة والدخول في نفق مظلم اسمه الفراغ الدستوري، ويعني بالتالي تهديم أسس الدولة الوطنية الجزائرية والتفكير في بناء دولة بمقاييس أخرى وبأفكار أخرى وبمشاريع إيديولوجية أخرى»وأردف القايد صالح قائلا « إن حاسة الشعب الجزائري وفراسته المعهودة، لم ولن تخيب ظنه، إنه سيحسن بالتأكيد التمييز الصحيح بين من يمتلئ قلبه صدقا، ومن يحمل في صدره ضغينة لهذا البلد، وسيدرك بالتأكيد أن من يفيض صدره حقدا على الجيش الوطني الشعبي وعلى قيادته الوطنية، هو لا محالة في خانة أعداء الجزائر، فأعداء الجزائر يدركون تماما، بحسرة شديدة وبحسد أشد، بأن بلادنا تحوز اليوم، أقول اليوم، على جيش وطني المبدأ، وشعبي المنبع وصادق العمل والسلوك، على رأسه قيادة مجاهدة تمنح للجهاد معناه الحقيقي، وتضع عهد الشهداء منارتها العالية، التي بها تتلمس معالم سبيلها، ومعها تشق طريقها نحو تأمين الجزائر ومرافقة شعبها إلى غاية الاطمئنان التام على حاضر هذا الوطن وعلى مستقبله».وختم نائب وزير الدفاع الوطني كلمته قائلا «ففي الوقت الذي كان فيه الجيش الوطني الشعبي يعمل بكل مسؤولية ونكران الذات، كان فيه البعض ممن لا ضمير لهم يخططون بمكر في كيفية الانغماس في مستنقع نهب المال العام أي مال الشعب الجزائري، وهنا يكمن الفرق بين من يعمل بإخلاص وصدق نية، وبين من يخطط بخبث».