إجراءات أمنية مشددة في ميناء العاصمة تفتيش الحاويات قبل وبعد شحنها في البواخر لمواجهة الحراقة قررت مصالح الأمن بميناء الجزائر العاصمة، اتخاذ إجراءات مشددة لمواجهة قوافل الحراقة، الذين يتسللون إلى البواخر ويحولون من الحاويات التي تقلها إلى مكان مفضل للوصول إلى ما وراء البحر. وقالت مصادر أمنية، أمس، في تصريح خاص ل"آخر ساعة"، بأن "الإجراءات تأتي مع تجميع معلومات استخباراتية مفادها أن هناك شبكات الهجرة غير الشرعية التي تنوي إرسال عشرات الشباب عبر بواخر أوروبية". وتستغل هذه الشبكات الفراغ الأمني على مستوى الميناء من أجل تمرير المرشحين للهجرة غير الشرعية، بعد عملية شحن الحاويات من أجل تنفيذ مخططاتها. ونقلت نفس المصادر عن مسؤولين رسموا الخطة الأمنية الجديدة، بأن "اجتماعات ماراطونية أجريت قبل شهر من أجل التركيز على أهم الإجراءات التي من شأنها أن تضع حدا للحراقة". وترتكز الإجراءات أساسا على ضرورة تفتيش البواخر قبل وبعد شحنها بالحاويات، وذلك على عدة مراحل تسبق مغادرتها للمرفأ. وتستعين في ذلك على الأعوان والكلاب المدربة التي من شأنها أن تعثر على الحراقة الذين يختفون داخل الحاويات أو بينها. ونقلت نفس المصادر عن الجهات المسؤولة، تحذريها المتكرر من محاولة استغلال العاملين في الميناء أو البواخر، أو التواطؤ معهم من أجل التستر عنهم وتمكينهم من الوصول إلى أحد البلدان الأوروبية المفضلة على غرار فرنسا، إيطاليا واسبانيا. وتشير المعلومات المستقاة من محيط المحققين المختصين في مواجهة الهجرة غير الشرعية، إلى أن تفكير الحراقة في استعمال البواخر الكبيرة انطلاقا من العاصمة، يكفل ويضمن لهم الوصول إلى الهدف من دون أي خطر يذكر كما يحدث بالنسبة لقوارب الصيد المطاطية. وسبق وأنم ضبط 10 شبان من مختلف أحياء الشعبية بالعاصمة، وهم بصدد الهروب، حيث أوقفوا منذ شهور قليلة، داخل حاويات بميناء الجزائر، كانوا يستعدون للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. وخلص التحقيق مع هؤلاء في وقت سابق، بأن "شبكات الحرقة تفضل هذه الخطة لضمان نجاحها دون إحباطها من طرف قوات الأمن". وكان الشباب الموقوفين بداخل حاويات باخرة مختبئين جماعيا، وكان أغلبهم يعانون من الاختناق وضيق التنفس. وأوضحوا بأنهم كانوا قرروا الخروج من الحاوية بعد ساعات قليلة من إبحار الباخرة، لكن عملية التفتيش التي قام بها أعوان الأمن حالت دون ذلك. ويأتي تكثيف عمليات التفتيش والحراسة على مستوى ميناء الجزائر، بعد أن أحبطت في السابق أيضا عدة محاولات فردية أو جماعية للهجرة غير الشرعية. كما تم تأمين محيط الميناء من خلال "إغلاق كل المنافذ الممكن التسلل منها. مهدي بلخير