أسدى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء تعليمات إلى الوزراء الجدد في التعديل الحكومي الأخير لإعداد ورقة العمل التي ينبغي أن يعدها تمهيدا لعرضها على مجلس الوزراء لاحقا، بعد دراستها على مستوى الحكومة. وأكد تبون خلال تطرقه للمغزى من التعديل الوزاري الأخير، الذي شمل إنشاء وزارات اقتصادية هامة ان لها علاقة مباشرة بالحياة اليومية للمواطن. وطلب الرئيس من وزير الفلاحة والتنمية الريفية تحضير دفتر الشروط لديوان تنمية الزراعات الصناعية في المناطق الصحراوية حتى يتسنى الانطلاق في زراعة الذرة و الزراعات السكرية والزيتية ابتداء من السنة القادمة، للرفع من القدرات الوطنية الفلاحية وضمان الأمن الغذائي. كما طلب من وزير النقل إعادة النظر في النقل بكل أشكاله باستغلال الإمكانات المتاحة لتنشيط الحركة الجوية الداخلية، واستعادة مكانة الجزائر في النقل البحري، بتوسيع الأسطول البحري للتكفل بنقل المسافرين والبضائع من وإلى الجزائر، عوض تكليف الأجانب بذلك، تجنبا للنزيف في العملة الصعبة. واعتبر أن هذا المسعى "حيوي" بالنسبة للجزائر ولو استدعى الأمر شراء بواخر جديدة لتعزيز الأسطول الوطني للنقل البحري. ووجه تبون تعليمات لوزير المناجم بالإسراع في توظيف المهندسين والخبراء المختصين عن طريق الصحافة على أن تشكل منهم الفرق التي ستدير الوزارة بالكيفية التي تمنحها دورا أساسيا في الدورة الاقتصادية، انطلاقا من الإحصاء الدقيق لكل الثروات المنجمية للبلاد في أفق استغلالها للتقليل من التبعية للمحروقات وخلق الثروة ومناصب الشغل. وأعطى توجيهات لوزير الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة بالتركيز، في برنامجه، على العمليات الميدانية الممكنة لإنتاج الطاقات المتجددة واختيار بعض الولايات كنماذج للتوسع في تطبيق تجربة الانتقال الطاقوي بدءا بتعميم الإنارة العمومية بالطاقة الشمسية في كل أرجاء الوطن. وجدد رئيس الجمهورية تعليماته السابقة المتعلقة بالانتهاء الفوري لعملية الربط الكهربائي والغازي خاصة في جنوب البلاد. وأوضح أن هذه العملية ستسمح بتحرير الطاقات المجمدة في قطاعي الصناعة والفلاحة، وخلق مناصب الشغل التي تساعد على الإنتاج وامتصاص البطالة، حسب ما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية. وأكد رئيس الجمهورية رفضه ل"الممارسات البيروقراطية" التي تؤدي إلى حرمان مواطنين منتجين، وخاصة في عالم الفلاحة، من الربط الكهربائي، ثم ممارسة الضغوط عليهم لتسديد القروض في آجالها. وفي نفس السياق، أعطى الرئيس تبون تعليمات إلى كاتبة الدولة لدى وزير الشباب والرياضة المكلفة برياضة النخبة بتوظيف تجربتها الرياضية العالمية الناجحة في الكشف عن العناصر الرياضية الموهوبة منذ المدرسة الابتدائية لتكوين جيل جديد من النخبة الرياضية يعيد البلاد إلى سابق مجدها في التألق العالمي في ألعاب القوى، لا سيما والجزائر ستحتضن ألعاب البحر الأبيض المتوسط في عام 2022.