شدد رئيس الجمعية الجزائرية لطب الأطفال البروفسور "عبد اللطيف بن سنوسي" على المداومة على التطعيم إلى غاية بلوغ نسبة 95 بالمائة من هذه العملية وهي النسبة التي يراها بالكافية والضامنة لوقاية الأطفال من بعض الأمراض الفيروسية الفتاكة طوال حياتهم. معتبرا تسجيل أي انخفاض في التطعيم دون هذه النسبة يشكل خطرا على هذه الفئة ويساعد على عودة هذه الأمراض.وذكر على سبيل المثال حالات الحصبة التي ظهرت خلال سنتي 2016 و2017 ببعض ولايات الجنوب ثم انتشرت بولايات أخرى نتيجة عدم اكتمال عملية التلقيح ضد هذا المرض الفيروسي بعد عزوف أو تهاون بعض الأولياء وبفضل استثمار الجزائر في لقاحات الأطفال فقد انتقل معدل وفيات الأطفال من 150 حالة لكل 1000 ولادة حية بعد استقلال إلى 20 حالة لكل 1000 ولادة حية خلال السنوات الأخيرة وهي نسبة بالرغم من أنها مشجعة يراها البروفيسور بن سنوني أنها لازالت بعيدة كل البعد" عن تلك التي توصلت إليها الدول المتقدمة التي تسجل 5 وفيات لكل 1000 ولادة حية. وحث رئيس الجمعية الجزائرية لطب الأطفال على ضرورة التطبيق الفعلي الرزنامة الوطنية للقاحات الأطفال معبرا عن تخوفه لتسجيل ندرة في بعض لقاحات الأطفال التي تدخل في إطار الرزنامة الوطنية خلال الأشهر القادمة بسبب تفشي فيروس كورونا الذي عطل النشاطات الأخرى.ودعا ذات الخبير إلى التعجيل في تطبيق هذه الرزنامة حفاظا على صحة الأطفال والمجتمع حاثا على وقاية الأطفال من بعض الأمراض التي تصيبهم سيما خلال موسمي الخريف والشتاء على غرار التهاب القصبات الهوائية مما سيتسبب خلال هذه الفترة كما حذر في اكتظاظ كبير لمصالح طب الأطفال بالمؤسسات الاستشفائية الوطنية.وبعد أن ثمن المجهودات التي قامت بها الدولة منذ الاستقلال في مجال تلقيح الأطفال في مقدمتها التطعيم ضد الجدري الذي كان يتسبب وقتها في وفاة نسبة 30 بالمائة من هذه الشريحة مع مواصلة وزارة الصحة لمجهوداتها لتطبيق الرزنامة الوطنية للقاحات بمساعدة الأولياء وصفا البروفيسور بن سنوسي هذه العملية بالمكسبالكبير الذي حققته الجزائر.كما نوه ذات الخبير بعمل وزارة التربية الوطنية التي كانت تفرض منذ سنوات دفتر تلقيح الأطفال المقبلين على التدريس لتسجيلهم وكذا وزارة الإتصال من خلال الدور الذي لعبته مختلف وسائل الإعلام في تحسيس المجتمع حول أهمية هذا التطعيم.من جهته طمأن مدير التسويق بمعهد باستور الدكتور "عبد الرزاق سوفي" المواطنين بتوفير مختلف اللقاحات التي تدخل في إطار الرزنامة الوطنية للقاحات الأطفال كاشفا عن استلام المعهد مؤخرا ل 950 ألف جرعة لقاح مضاد للحصبة والحصبة الألمانية والنكاف.وأوضح ذات المسؤول أن المعهد يتوفر على مخزون أمن من مختلف اللقاحات واستلم مؤخرا 950 ألف جرعة إضافية من اللقاحات الثلاث المضادة للحصبة والحصبة الألمانية والنكاف معتبرا هذه الكمية بالكافية لتغطية الاحتياجات وفق الرزنامة الوطنية.وأشار من جهة أخرى إلى أنه وبالرغم من الظروف الصحية الصعبة التي تسبب فيها انتشار فيروس كورونا وتعليق الرحلات الجوية عبر العالم تمكنت الدولة من اقتناء هذه اللقاحات وضمانها لكل الأطفال في إطار الرزنامة الوطنية للتطعيم الى جانب الحصص الموجهة الى كل فئات المتمدرسين خلال الدخول القادم".