أقدمت نهار أمس العائلات القاطنة بمقبرة سيدي حرب-3- على غلق الطريق بالحجارة و المتاريس حاملين لافتات منددين بالوضعية المزرية التي يعيشونها وسط الموتى مطالبين السلطات المعنية بترحيلهم إلى سكنات إجتماعية جديدة .حيث تجمهرت 17 عائلة أمام مقبرة سدي حرب وقامت بإغلاق الطريق إحتجاجا على عدم وفاء السلطات المحلية بوعودهما وتهميشهما كل هذا الوقت سيما أن تلك العائلات تعتبر من السكان الأصليين لسيدي حرب حسب أقوال المحتجين فإنهم يقطنون بداخل هذه المقبرة مند سنة 1957 لكن لا حياة لمن تنادي حيث بقي هؤلاء قرابة 50 سنة في هذا المكان التي يفتقر لأدنى معايير الحياة الكريمة و التي دفعت هؤلاء إلى الخروج إلى الطريق من أجل المطالبة بسكن لائق وإعادة حرمة المقبرة التي أضحت مساحات للتجمعات السكانية من جهتها تدخلت قوات مكافحة الشغب بهدف السيطرة على الوضع وإعادة فتح الطريق إلا أن المحتجين أبو الرضوح للأمر الواقع و الإستسلام بسهولة حيث اتجهت هذه العائلات أمام مقر الولاية لتطالب بحقها في الحصول على سكن لائق في وطنهم بعد أن تأزم الوضع بمقبرة سيدي حرب 3 ولم يعد من الممكن العيش وسط هذه الظروف. و للتذكير فإن آخر ساعة قامت بإستطلاع إلى المقبرة و الوقوف أمام الحقيقة المرة التي يعيشها سكان سيدي حرب -3- بالبناءات الفوضوية خاصة بعد عملية حفر أحد إلى القبور بداية هذا الأسبوع و التي أدت بدورها إلى وقوع حالة من السخط و الغضب لدى هذه العائلات نظرا لإنبعاث الروائح الكريهة وتسرب المياه التي كانت داخل القبور بعد أن قام واحد من أهل الميت بنبش و إعادة الحفر في محاولة لإعادة دفن أحد أقاربه وعلى إثر هذا طالبت هذه العائلات بترحيلهما من هذا المكان الذي بات يشكل خطرا على صحتهما خاصة الأطفال الصغار الذين أصيب معظمهم بأمراض مزمنة وخطيرة كون مساكنهم الفوضوية لا تبعد سوى أمتار عن القبور. و في السياق ذاته تعاني هذه العائلات و المتكونة من 17 عائلة من الجحيم الذي تعيشه كل يوم في ظل هذه الظروف التي اغتصبت فيها حرمة الأموات لم تعد تحتمل خاصة بعد عملية الدفن الأخيرة التي شهدتها المقبرة وهو الأمر الذي إستنكرت له هذه العائلات بعد أن عمت الروائح الكريهة المكان وتدفقت مياه القبر إلى قناة المياه الصالحة للشرب و التي تتزود بها هذه العائلات ما جعلهم عرضة للأمراض المتنقلة عبر الماء منها التيفوئيد و الكوليرا و أمراض أخرى على غرار الطفل آدم الذي لم يتجاوز ال 6 أشهر و الذي أصيب بفيروس في جسمه نظرا لإستنشاقه هذه الرائحة الكريهة إضافة إلى الرطوبة العالية التي تعرفها أسقف وجدران بنايتهم الفوضوية التي تسببت في إصابة العديد من الأشخاص بأمراض تنفسية حادة كالربو وغيرها وتجدر الإشارة إلى أن السلطات المحلية قد وعدت بحل مشكلة هذه العائلات في أقرب الآجال وهي محل إهتمام المسؤولين لتسترجع بذلك مقبرة سدي حرب 3 حرمتها وينعم أمواتها بالهدوء مجددا. ن.فيروز