زكي مندوبو المؤتمر التاسع لجبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، أمينا عاما لعهدة ثانية قوامها خمس سنوات، في ساعة متأخرة من ليلة أمس، لينهي بذلك الأفلانيون، صفحة مشوبة بخلاف دام منذ المؤتمر الثامن الجامع، سنة 2005. ورغم الحسم في شخص عبد العزيز بلخادم، في وقت مبكر على أنه القائد الجديد القديم لقاطرة جبهة التحرير الوطني، إلا أن مؤتمر الحزب تواصل أمس، بعد المصادقة على التقرير المالي و الأدبي والمصادقة على لجنة إثبات العضوية، في انتظار تعيين أو انتخاب أعضاء الأمانة التنفيذية الجديدة وأعضاء اللجنة المركزية التي عوضت المجلس الوطني المتواتر في مؤتمر القاعة البيضاوية لسنة 2005. وبإعادة تجديد الثقة في شخص بلخادم على رأس أكبر تشكيلة سياسية في البلد، يكون الآفلان قطع شوطا كبيرا في " البقاء" في حلقته المفرغة" التي طالب أبناء الحزب العتيد بالخروج منها والتفتح، على العالم السياسي الخارجي وتشبيب الحزب كما دعا إليه الرئيس بوتفليقة في رسالته إلى المؤتمرين أول أمس. وقد تم صباح أمس، تنصيب لجنة الترشيحات المحددة للشروط الواجب توفرها في المندوبين للترشح للجنة المركزية التي سيتم انتخاب أعضائها اليوم الأحد ليسدل بذلك الستار على أشغال المؤتمر التاسع بندوة صحفية يعقدها الأمين العام ، عبد العزيز بلخادم. ويكون المؤتمرون قد نصبوا عشية أمس، اللجان الأخرى والمتمثلة في لجنة القانون الأساسي للحزب ولجنة السياسة العامة والعلاقات العامة والخارجية ولجنة بيان أول نوفمبر ولجنة المنطلقات الفكرية للحزب بالإضافة الى لجنة البرنامج. وقد حاول بلخادم إقناع الحضور بأن المؤتمر التاسع يعد القطيعة مع الخلافات السابقة تجاوزا للأزمة مع المعارضة، غير أن المراقبون يرون أن إعادة الثقة في شخصه ، يعد عودا جديدا يشتعل على الأتي من المراحل داخل الحزب، على خلفية فشل المعني في احتواء الصراعات التي نشبت بين المناضلين و المسؤولين الولائيين، وعدم استطاعته حل المشاكل بين نشطاء الحزب عبر القطر الوطني، خاصة وأن الحزب مقبل على استحقاقات انتخابية لا يستهان بها، كالتشريعيات و المحليات سنة 2012 ، بعد تراجع مقاعده المحلية و التشريعية في انتخابات 2007، ثم تراجعه الأخير في نصفيات مجلس الأمة لصالح الأرندي. وبالشاكلة التي جرت فيها أشغال المؤتمر لا سيما بعد التزكية المبكرة للأمين العام الجديد على رأس الحزب العتيد، فإن المشاكل ذاتها التي طرحت في أعقاب المؤتمر الثامن قبل خمسة سنوات، نفسها سوف تطرح من جديد، لتكون متاعبها أكثر إرهاقا لقيادة الحزب من سابقاتها فلم يهضم المناضلون حسبما ما أكده رئيس الكتلة البرلمانية السابق للحزب، عباس ميخالف، الاستمرار في سياسة الفشل المبين للافلان منذ المؤتمر الثامن" لقد عملت القيادة طيلة خمس سنوات على طمس ثقافة متميزة ترسخت في الآفلان على مر عقود من الزمن"، وكان يشير مخاليف إلى تخلي مسؤولي الحزب بحيدرة على بعض التقاليد التي كانت من الثوابت في السابق فأشار إلى " عدم انعقاد جمعيات الخلايا و الجمعيات العامة للقسمات و المحافظات"، بينما فسر المتحدث الأمر على أنه " يعكس إرادة القيادة في الغلق المحكم وتحاشي الحوار وعدم التطرق المسائل الجوهرية المتصلة بتسيير الحزب، وحتى يتفادى المسؤولين الحساب جراء الأضرار التي ألحوا الحزب بها منذ المؤتمر الثامن وما تلاه من تراجع. ليلى/ع