أكد مندوبو المؤتمر الجهوي لحزب جبهة التحرير الوطني تزكيتهم للأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم لعهدة ثانية، لما يتوفر عليه من إجماع بين مناضلي الحزب وما حققه من نتائج إيجابية في العهدة الحالية لاسيما في لم شمل المناضلين ورأب الشرخ القائم بين صفوفه قبل المؤتمر الثامن الجامع. شدد مندوبو ولايات سطيف، المسيلة، بجاية، جيجل، برج بوعريريج، بسكرة، باتنة، خلال المؤتمر الجهوي أمس بمدينة سطيف الذي أشرف عليه عبد العزيز بلخادم الأمين العام للهيئة التنفيذية في تقريرهم الجهوي على التمسك بمشاريع ولوائح المؤتمر التاسع بالمرجعية التاريخية للحزب ممثلا في بيان أول نوفمبر 1954 ومختلف مواثيق جبهة التحرير الوطني ونصوصها الأساسية التي تمثل جميعا رصيدا ثريا يحدد المعالم الكبرى لمسيرة الأمة، فضلا عن ثوابتها المشتركة من إسلام وعروبة وأمازيغية التي تعد حزبا مشتركا لكل الجزائريين، ومن هذا المنطلق فإن المؤتمرين يؤكدون على حماية وترقية المثل والقيم العليا للشعب الجزائري بهدف تأصيلها في المجتمع وتوريثها للأجيال. وفي المجال الاقتصادي دعا المؤتمرون حزب جبهة التحرير الوطني لمواكبة التطورات الحاصلة في العالم من خلال رؤية إستراتيجية تتماشى والمعطيات الحاصلة، ذلك أن العولمة والتطورات الحاصلة في الإعلام والاتصال وكل مجالات المعرفة والاقتصاد وقضايا الشباب والمرأة واقتصاد السوق، لينوه المندوبون بتمسك برنامج حزب جبهة التحرير الوطني باقتصاد السوق الاجتماعي بما يتماشى ومرجعياتها السياسية ومنطلقاتها الفكرية. كما طالب المشاركون بضرورة الأخذ بعين الاعتبار الزيادة السكانية خلال السنوات القادمة والعمل من أجل القضاء على الأمية وعلى ظاهرة الفقر وتحقيق التنمية الاجتماعية الشاملة، والاهتمام بالمرأة وتمكينها من مكانتها الطبيعية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، إلى جانب تمكين فئة الشباب من سياسة متكاملة تهدف إلى التكفل بانشغالاتها وتطلعاتها. وفي تطرقهم إلى المسائل المتعلقة بتسيير مؤسسات الدولة، دعا المشاركون إلى الاعتناء بالجماعات المحلية باعتبارها القطاع اللامركزي الأمثل للتعبير عن الديمقراطية وتكريسها، كما ألح المؤتمرون على برامج القوانين البلدية والولائية، بما يكفل تحديد أنماط تنظيم وتسيير الشؤون المحلية وتحديد صلاحيات الهيئة التنفيذية والمجالس الشعبية المحلية. وفي نفس الإطار أوصى المشاركون بضرورة النظر في طرق سير البرلمان من خلال إبراز دور أعضائه التشريعي والرقابي مع العمل على إقرار دورة واحدة للبرلمان في السنة بدل النظام الدوري المعمول به حاليا، ومن جهة أخرى دعا المشاركون في المؤتمر الجهوي بسطيف إلى تفعيل دور المجلس بما يمكنه من أداء دوره في الرقابة تماشيا وسياسة الدولة المنتهجة في مكافحة الفساد، فضلا عن الاهتمام بالمجالس الاستشارية مما لها من دور إيجابي في مرافقة مؤسسات الدولة. وانطلاقا من مسؤوليته المتعاظمة فإن المشاركين في المؤتمر الجهوي بسطيف يذكرون بمسؤولية الحزب في مواصلة ترسيخ الدولة الوصية القائمة على مبادئ أول نوفمبر إلى تحديث وترقية أساليب العمل النضالي بما يتيح امتداده وانتشاره في الأوساط الشعبية وتثبيت مكانته الريادية في المجتمع. وفي هذا الإطار دعا المؤتمرون إلى العمل بالضوابط التالية• دعوة رئيس الحزب فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى مواصلة رئاسته للحزب باعتباره من الرعيل الأول لجبهة وجيش التحرير الوطني ومجسد برنامج التقويم الوطني الهادف إلى مواصلة تكريس أسس ودعائم الدولة الديمقراطية• كما دعا المشاركون إلى تزكية الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم لعهدة ثانية، وفي الأخير أكد المشاركون على أهمية العمل من أجل تتويج المؤتمر التاسع بقيادة حزبية تستجيب لطموحات مناضليه على تجسيد دوره الريادي.