حصد مرض السلكوز ضحيته ال58 منذ أسابيع فقط ويبقى 30شابا آخرين ينتظرون حتفهم بعد خضوعهم للتنفس الصناعي، وحسب مصادر محلية فقد تجاوز عدد الذين يمتهنون حرفة صقل الحجارة ببلدية تكوت التي تقع في أقصى شرق الولاية 2000 شاب، أكثر من نصف هذا العدد بدأت تعتريهم أعراض هذا المرض الذي يفتك بالرئتين نتيجة تراكم غبار الحجارة هذه الوضعية التي يعلمها العام والخاص بما فيهم وزير الصحة الذي لم تبد دائرته الوزارية لحد كتابة هذه الأسطر أي اهتمام بالقضية رغم نداءات المواطنين واستغاثة أرامل الضحايا اللواتي بلغ عددهن 38أرملة بدون أي دخل وفي أحضانهن 31 طفلا يتيما، فقد قام سكان هذه المنطقة منذ ما يقارب الشهر بانتفاضة شعبية واسعة شملت جميع المرافق الإدارية والتجارية والتعليمية بما في ذلك وسائل النقل وتم إعلان تكوت مدينة ميتة حدادا على أرواح الضحايا الذين يسقطون تباعا في حين نجد أن السلطات المعنية تلتزم الصمت وتكتفي بالتفرج على مسلسل مهنة الموت التي يلجأ لها الشباب رغم مخاطرها ورغم كونهم غير مؤمنين اجتماعيا بسبب البطالة التي تعصف بسكان المنطقة التي تعد من أفقر بلديات الولاية إذن فالمعاناة هي أقل وصف للوضع المزري الذي يتخبط فيه أبناء البلدية في ظل غياب التكفل الصحي والمادي للمعنيين الذين يسعون لكسب لقمة العيش والهرب من شبح البطالة بنحتهم للحجارة التي تزين بها واجهات الفيلات والمنازل الفخمة، ها هم اليوم وبمناسبة اليوم العالمي للصحة المصادف للسابع أفريل من كل سنة يجددون نداءاتهم إلى الرجل الأول في وزارة الصحة السعيد بركات علها تجد آذانا صاغية وذلك للنظر بعين الاعتبار في مطالبهم التي تتلخص في التكفل بأبناء وأرامل الضحايا وكذا التكفل بالمرضى طريحي الفراش بالإضافة إلى تنظيم هذه المهنة للتقليص من مخاطرها، ناهيك عن مطلب الحضور الشخصي للوزير للوقوف على حجم الكارثة التي طال أمدها. سميرة قيدوم