سلّطت اليوم الأحد محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة الأنوار على واحدة من أبشع جرائم القتل التي شهدتها المدينة من قبل والمتمثّلة في قيام امرأة في الأربعينات من العمر بوضع حد لحماتها بطريقة شنيعة. ومثلت الجانية البالغ عمرها 41 سنة صبيحة أمس أمام هيئة المحكمة التي تابعتها بارتكاب جناية القتل العمدي، ويتعلّق الأمر بالمسمّاة "ل.أ" المتورّطة في قتل حماتها بواسطة سكين قبل أن تقوم بعد ارتكابها الجريمة النكراء بإخفاء جثّتها داخل المنزل الذي تقطنه رفقة زوجها ابن الضحيّة وذلك على مستوى حي المدينة القديمة المعروفة باسم "بلاص دارم"، علما وأنّ وقائع القضيّة تعود حسب ملفّ القضيّة إلى يوم 29 أوت من سنة 2019 وبالتحديد على الساعة الرابعة و15 دقيقة حين تلقّت قوات الأمن بعنابة بلاغا مفاده وجود جثّة امرأة مرميّة بسلالم عمارة في حي "بلاص دارم" وهو ما جعل المصالح الأمنيّة المختصّة تتنقّل على جناح السرعة ليتمّ العثور على الجثّة في الطابق الثاني وعليها آثار جروح بليغة على مستوى الرّأس والوجه في حين أثبثت التحرّيات الأوّلية أنّ الجريمة لم تقترف لحظة إكتشافها بل مضى عليها حوالي 24 ساعة وهو ما أثبثه تقرير تشريح جثّة الضحيّة من طرف الطبيب الشرعي، وفي سياق متّصل فقد أوضحت كشفت التحرّيات الأمنية الستار عن مرتكب الجريمة حين أشارت جميع الأدلّة المرفوعة عن المسرح إلى زوجة ابن الضحيّة التي تقطن رفقة زوجها بنفس العمارة التي عثر فيها على الجثّة قبل أن تقطع قوات الشرطة الشكّ باليقين أثناء معاينة المنزل الذي وجدت فيه آثار دماء الضحيّة الذي غمر أفرشة كانت مخبّأة بإتقان داخل خزانة إحدى الغرف وهو ما جعل الفاعلة تعترف بالجرم المنسوب إليها التمثّل في قتل حماتها مرجعة السبب في اقترافها الجريمة لسوء تفاهم حصل بينها وبين الضحية على حدّ تصريحاتها التي أدلت بها يوم أمس خلال الإستماع إلى أقوالها في جلسة استئنافية لمحكمة الجنايات، لتضيف المتّهمة "ل.أ" أنّها كانت تتعرّض لمضايقات بالجملة من طرف حماتها الضحيّة التي عارضت على حدّ قولها فكرة زواجها من ابنها قبل أن تعود المتّهمة إلى الوقائع التي دارت بينهما يوم الحادثة التي حملت في طيّاتها نقاش حاد وملاسنات كلاميّة، ممّا أفقدها صوابها وجعلها تنتهز فرصة غياب زوجها وهو ابن الضحيّة لتقوم بتناول سكّين من المطبخ وتوجّه بواسطته سلسلة من الطعنات للضحيّة التي لفظت أنفاسها الأخيرة متأثّرة بجروحها العميقة، تجدر الإشارة أنّ المتّهمة حاولت مسح آثار الجريمة بعد اقترافها وقامت بلفّ الجثّة في أفرشة وإخفاءها داخل خزانة إحدى غرف المنزل قبل أن تقرّر التخلّص منها في اليوم الموالي، أين قامت بجرّها إلى الخارج رميها بسلالم العمارة محاولة من جهتها إيهام الجيران أنّ مجهولا قام بدق باب بيتها وبمجرد فتحها الباب لاذ بالفرار وتفاجأت بجثة حماتها ملقاة بسلالم العمارة ، ومن جهته فقد التمس ممثل الحقّ العام لد النيابة عقوبة الإعدام في حق المتّهمة "ل.أ" قبل أن تقرّر محكمة الجنايات إدانتها بعقوبة 20 سنة سجنا نافذا بعد متابعتها بارتكاب جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد التي راحت ضحيّتها أمّ زوجها.