اعتبرت النقابات الناشطة في قطاع الصحة وفي مختلف الأسلاك الطبية وشبه طبية والإدارية تصريحات الوزير الجديد للقطاع جمال ولد عباس والمتضمنة فتح أبواب الحوار مع جميع الشركاء الاجتماعيين مؤشرا جديا على مستقبل مستقر للقطاع إذا ما ترجمت وعود الوزير على أرض الواقع، وفي هذا الإطار أكدت نقابة ممارسي الصحة العمومية بأن المسار المهني للوزير الذي مر بكل المراحل المهنية والنقابية في القطاع العمومي باعتباره طبيبا سابقا ونقابيا قديما من شأنه أن يكسر الكثير من الحواجز النفسية وبالتالي فتح آفاق جديدة للحوار وطي صفحة الماضي والتي تميزت بالشد والجذب مع الوزير السابق السعيد بركات والذي تعد عهدته الأسوأ على الإطلاق حيث تدهورت العلاقة بين الإدارة والنقابة كما شهدت لأول مرة إهانة غير مسبوقة للأطباء والذين تعرضوا لأبشع صور الإهانة إلى درجة الضرب ناهيك عن المضايقات بكل أشكالها وتأمل نقابة ممارسي الصحة العمومية من ولد عباس أن يعيد الاعتبار للمهنة وللقطاع الذي رغم التطورات في الهياكل الصحية منذ سنة 1999 إلا أن ذلك لم تواكبه تطورات في المسار المهني للأطباء خصوصا في الشق الاجتماعي لذا فنقابة ممارسي الصحة العمومية وإن كانت لا تزال متحفظة فإنها تأمل بأن يجسد ولد عباس وعوده بفتح الحوار وتطبيق ما سيسفر عنه هذا الحوار على صعيد آخر أكدت اتحادية عمال الصحة التابعة لنقابة السناباب بأن الوزير ولد عباس قد أعطى مؤشرات بأنه سيفتح أبواب الحوار مما جعل السلك الشبه طبي والذي يشكل العمود الفقري للقطاع الصحي يتنفس الصعداء ولو مؤقتا حيث تنتظر السناباب من الوزير على غرار الأطباء التكفل بالمشاكل الاجتماعية والمهنية لهم حتى يتم إصلاح القطاع الصحي والذي يعد السلك شبه طبي المحور الأساسي لنجاح هذه الإصلاحات. للإشارة فإن فترة تولي السعيد بركات لوزارة الصحة خلفا لعمار تو قد شهدت تدهورا غير مسبوق للعلاقات بين الوزارة ومختلف الشركاء الاجتماعيين حيث شهدت طيلة الأشهر الفارطة توترا ومصادمات خصوصا بعد الإعلان عن الشبكة الجديدة للأجور قبل سنة والتي كانت مخيبة لأمال عمال القطاع بكافة أسلاكه مما أدى بالدخول إلى إضرابات متواصلة احتجاجا على الشبكة الجديدة ومطالبة بنظام تعويض للعلاوات يكون مناسبا ومعالجا للاختلالات التي أفرزتها الأجور الجديدة وهذا بالمقارنة مع القطاعات الأخرى زيادة على ظروف العمل والتي أصبحت حسب النقابات غير ملائمة في غياب التكوين والحماية والإمكانيات.