كبد مشروع الطريق السيار شرق-غرب على مسافة 87 كلغ على الحدود الشرقية للوطن خسائر تجاوزت قيمتها 56 مليار سنتيم وهذا حسب ما أقر به عديد الخبراء في الأشغال العمومية والفلاحة و الري الذين أكدوا على أن تغيير الطريق عن مساره الأصلي كان هدفه طمس معالم تبديد الملايير من الأموال التي استنزفت في مشاريع ضخمة إصطدمت كلها بعراقيل أرجعتها مصادرنا إلى العوامل الطبيعية وصعوبة التضاريس التي تتميز بها المنطقة وهي نفس العراقيل التي أخطأت في تقديرها المصالح التقنية و الدراسات الإرتجالية التي قام بها مختصون و خبراء جزائريون و أجانب الذين إكتفوا بوضع الخطوط العريضة لإنجاز المشروع دون تحديد طبيعة المشاكل و الصعوبات التي بإمكانها أن تعيق تسليم المشروع في آجاله المحددة وفي ذات السياق كشف العديد من الخبراء و المختصين الذين أكدوا ل«آخر ساعة « أن المشروع قد بدد ما لا يقل عن 100 هكتار من الأراضي الفلاحية بالطارف التي كلفت عملية تهئيتها وحرثها أكثر من 21 مليار سنتيم تضاف إليها 15 مليار سنتيم إستنزفت في مشاريع وهمية أغلبها ما يتعلق بإنجاز الأحواض المائية على مساحات و جبال ضخرية 70 % منها لا تتوفر على المياه الجوفية كما أشار هؤلاء المختصين أن أكثر من 16 مليار سنتيم أخرى تم بها تعويض العديد من المستفيدين من الإمتيازات الفلاحية على مسار الطريق السيار العابر لولايات الشرق الذي ترجح مصادرنا أن تكون الأزمة المالية التي تتخبط فيها الشركة المنجزة تعود إلى قيمة الخسائر التي كبدها المشروع في بدايتهو لستر فضائح تجاوزت قيمتها أكثر من 65 مليار سنتيم أقدمت سنة 2007 السلطات المحلية على تغيير المسار الأول للطريق الذي كان حسب تقديرات الخبراء سيشق الشريط الغابي على مسافة 87 كلغ إلا أن الدراسات التقنية قد غيرت مساره الحقيقي وحولته على طول المناطق الفيضية المخصصة للإستثمار الفلاحي وذلك على مسافة 120 كلغ ليعبر 3 ولايات كبرى للجهة الشرقية للوطن وهو ما سمح بتبديد أكثر من 160 هكتارا على طول الشريط الفيضي لهذه المناطق تجدر الإشارة إلى أن العقد الذي وقعته الشركة السياحية «كوجال» المكلفة بإنجاز الطريق السيار من المفترض أن ينتهي خلال شهر جويلية من السنة الجارية إلا أن العراقيل التي إصطدم بها المشروع جعلت ذات الشركة تركز على إنشاء المنجزات الفنية التي وصلت إلى حدود 62 %وهو ما إعتبره العديد من الخبراء مجرد تحصيل حاصل لمشروع لم ينته في آجاله المحددة.