زادت السلطات المحلية لولاية عنابة خلال، الأيام الأخيرة، من ضغطها على المقاولة المكلفة بإنجاز مستشفى الاستعجالات الطبية الجراحية بحي بوخضرة 03 ببلدية البوني وذلك بهدف إكمال الأشغال قبل الموعد الذي حدده وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد لافتتاح المستشفى وهو أواخر جوان الحالي، حيث قام الوزير قبل بضعة أسابيع بزيارة عمل لولاية عنابة وقف خلالها على واقع قطاعه الذي وجده في أحسن أحواله، غير أنه وبعد فترة وجيزة، أصبحت مستشفى "ابن رشد" بعنابة حديث العام والخاص على مستوى الوطن، على خلفية الفيديوهات التي أظهرت سوء التكفل بالمرضى في مصلحة الاستعجالات بسبب عدم توفر الإمكانيات اللازمة للطاقمين الطبي وشبه الطبي والأمر ذاته ينطلق على العديد من المصالح الأخرى بالمستشفى، حيث تم تصوير وضعية المصالح خلال الزيارة التي قادت رئيس المجلس الشعبي الولائي عبد العزيز شلالي وعدد من المنتخبين في المجالس المحلية والوطنية لتفقد وضعية المستشفى، حيث قام الوزير على إثر ذلك بإنهاء مهام مدير عام المركز الاستشفائي الجامعي، هذا توجهت "آخر ساعة" إلى حي بوخضرة 03 للوقوف على الأشغال في المستشفى التي وجدناها تجري على قدم وساق وتستمر حتى إلى الليل، خاصة وأن بعض التعديلات أدخلت على المستشفى بعد تحويله من مستشفى الأمراض القلبية للأطفال إلى مستشفى الاستعجالات الطبية، غير أن بعض الأشغال تتم بطريقة ارتجالية بهدف بلوغ الهدف وهو أن يكون المستشفى جاهزا عند زيارة الوزير بن بوزيد، كما أن عملية تجهيز المستشفى تمت بسرعة كبيرة، رغم أن هذه العملية كانت من الأسباب الرئيسية في عدم دخول مستشفى الأمراض القلبية حيز الخدمة، ففي، سنة 2019، باشرت مديرية الصحة والسكان لولاية عنابة عن صفقات خاصة باقتناء التجهيزات اللازمة لهذا الصرح الطبي، حتى يدخل الخدمة سنة 2020 وهو ما أكد عليه مدير الصحة خلال إحدى دورات المجلس الشعبي الولائي، غير أن طلب العروض لم يكن مجدي، فتم إطلاق طلب ثاني وطلب عروض ثالث في جانفي 2021 لعدد من الحصص الخاصة باقتناء تجهيزات طبية وجماعية لفائدة المستشفى وتتعلق أساسا بتجهيزات التصوير الطبي، غرفة تدخلية كاملة، تجهيزات المخبر، معدات جماعية إضافية (غسيل، مطبخ، غرفة التبريد) ومستلزمات النوم، فيما لم تكن هناك عروض مؤهلة لاقتناء كرسي جراحة الأسنان كامل ومولد الأكسجين، هذا وكلفت التجهيزات المذكورة غلافا ماليا يناهز 80 مليار سنتيم، غير أن مستشفى الأمراض القلبية تم تحويله إلى مستشفى للاستعجالات الطبية الجراحية وهو ما أعلن عنه وزير الصحة خلال الزيارة التي قادته إلى ولاية عنابة منتصف شهر مارس الماضي، لتعلن مديرية الصحة لولاية عنابة، يوم 12 جوان، عن اقتنائها تجهيزات طبية متطورة لفائدة المستشفى الذي يسع ل 120 سرير، حيث تضمنت التجهيزات 3 طاولات للعمليات، 3 مخابر مجهزة بالكامل، قاعة قسطرة، ما لا يقل عن 10 أجهزة للفحص بالأشعة من مختلف الأنواع وغيرها من التجهيزات التي تم اقتناؤها بسرعة البرق لإرضاء الوزير ولوضع حد لقصة هذا المستشفى الذي انطلقت الأشغال به منذ حوالي 9 سنوات وكان يفترض أن يكون جزءا من قطب صحي يتربع على مساحة 30 هكتارا ويضم مركز استشفائى جامعي بطاقة استيعاب 350 سرير، مركز للدم (انتهت الأشغال به وينتظر تدشينه قريبا) ومدرسة لتكوين الممرضين، غير أن هذه الهياكل الصحية تم تجميدها بسبب الأزمة المالية التي ضربت البلاد في السنوات الأخيرة، رغم أهميتها البالغة.