مع بداية العد التنازلي لانطلاق الحدث الرياضي المتمثل في مونديال جنوب إفريقيا لهذا العام والذي سيشارك فيه المنتخب الوطني بعد سنوات من الغياب يعد هذا الحدث الشغل الشاغل لأغلب المواطنين على اختلاف فئاتهم الاجتماعية واهتماماتهم الشخصية بحيث أن هناك البعض منهم من يستغل هذا الانشغال لتحقيق أهداف أخرى ومكاسب مادية، فقد تحول هذا الحدث الرياضي إلى فرصة للاسترزاق من خلال جذب الزبائن باستخدام اهتماماتهم المنصبة على كأس العالم والفريق الوطني إضافة إلى اللاعبين وبالتالي لجأ الباعة والتجار وحتى بعض المؤسسات والشركات الاقتصادية في الجزائر لاعتماد هذه الطريقة كنوع من التسويق لمنتجاتهم هذا إلى جانب بروز مهن وحرف تزامنا مع فعاليات كأس العالم المغنون وباعة الأشرطة يستثمرون في عالم الفن الرياضي أضحت الأغاني الرياضية بمثابة الكلمة الواحدة المتفق والمتداولة بها في كل مكان على اختلاف الطبوع التي أديت بها بحيث وخلال فترة زمنية قصيرة استحدثت العشرات من الأغاني والألبومات الرياضية التي تمجد فريقنا الوطني وتعدد صفاته التي تنافس الفنانون على ذكرها مؤججين بها روح الحماسة في نفوس الجزائريين المتعطشين لمناصرة رفقاء زياني بكل الطرق ليلجأوا إلى اقتناء الأشرطة والأقراص المضغوطة كنوع من المساندة واستعدادا لطقوس الاحتفال في حالة الانتصار لكن ذلك عاد بالربح السريع والسهل على المغنيين الذين اغتنموا هذا الحماس لاستغلال المستمع وكذلك بالنسبة لمحلات بيع الأشرطة والأقراص المضغوطة الذين يقومون ببيع هذه الأخيرة المقرصنة بالأثمان الأصلية الخضراء تساهم في ازدهار التجارة . ازدهرت جميع أنواع التجارة التي تفنن أصحابها في ربطها بأي شكل من الأشكال بالحدث الكروي المتمثل في كأس العالم بحيث حاول كل التجار على اختلاف نشاطاتهم جعل هذه الأخيرة تتناسب مع الأجواء التي تسرد المجتمع الجزائري ومتطلباته ففتحت سبل عدة وغيرت وجهات استراتيجيات التجارة التقليدية المستخدمة لتستبدل بأخرى أكثر ملاءمة للحدث بحيث نجد أن تجار الأجهزة الكهرومنزلية يعرضون شاشاتهم العملاقة من خلال بث مباريات مختلفة للرياضات إضافة إلى اعتماد تخفيضات خاصة بعملية البيع المتعلقة بالفترة التي تسبق المونديال كنوع من العرض الاستثنائي إلى جانب أجهزة البث الخاصة بالأقمار الصناعية وبطاقات التشفير الخاصة بالقنوات الرياضية التي ستقوم ببث مباريات كأس العالم وتشهد هذه المنتجات إقبالا كبيرا من طرف الزبائن لاسيما مع اقتراب انطلاق هذا الحدث الرياضي الهام بالنسبة للجزائريين. في حين أن تجارة الملابس الرياضية هي الأخرى من أكثر أنواع التجارة انتعاشا وذلك للإقبال الكبير من طرف الجزائريين على اقتناء الألبسة الرياضية التي تحمل أرقام وأسماء لاعبيهم المفضلين لاسيما وأن كرة القدم لم تعد تقتصر على فئة الرجال بل زاحمتهم النساء في متابعة هذه الرياضة وتتبع تفاصيل اللاعبين وتشجيعهم وبالتالي لا يخلو محل لبيع الملابس على اختلاف أشكالها من لباس رياضي يحمل رموز الفريق الوطني لأنها تجارة مضمونة الربح هذا ما بينه لنا أحد باعة الملابس بمدينة عنابة وإن ارتبطت الملابس بالأقمشة فتجار الأقمشة بعنابة أكدوا لنا أن اللفائف الخاصة بألوان العلم الوطني وهي الأخضر والأبيض والأحمر لا تبقى أكثر من يومين بالمحل لأنها تنفد بسرعة فالكل يبحث عنها ويقتنيها على اختلاف الشرائح الاجتماعية فهم يقومون بصناعة ملابس وأعلام تحمل الألوان الوطنية لتشجيع الفريق الوطني في كأس العالم في حين أن الخياطة ازدهرت في حد ذاتها خلال هذه الفترة بحيث أصبحت الملابس الرياضية ضمن اختصاصاتهم الرئيسية هذا إلى جانب خياطة الأعلام التي أضحت المهمة الأولى للخياطات ومورد ربح سريع فقد بينت لنا بهجة إحدى الخياطات بمدينة عنابة أن الأعلام أصبحت أكثر المنتجات طلبا فقد فاق عدد الأعلام التي قامت بخياطتها في تصفيات كأس العالم الخمسين علما في اليوم الواحد كما أنها صرحت أنها تجارة مربحة بحيث تقوم بتسويقها شخصيا وبيعها من خلال استخدام أطفال أو عرضها ببعض المحلات.