اجتمع محمد روراوة بحضور المدرب الوطني رابح سعدان باللاعبين مباشرة بعد وصولهم إلى بريتوريا مساء يوم الأحد، وقد أوردنا أن رئيس الفاف أكد في هذا الاجتماع ضرورة التحلي بروح المسؤولية لأن هذه المباراة أكثر من مصيرية وسيتحدد بعدها مصير المتأهل للدور الثاني، لكن روراوة لم يتحدّث فقط عن مواجهة يوم الأربعاء بل تطرّق للعديد من النقاط التي تتعلّق بما ينتظر الخضر لتكون بداية الاجتماع بتشديد اللهجة من طرف روراوة على بعض العناصر. وكان روراوة قد شدّد لهجته في بداية الاجتماع بعد أن لاحظ أن العديد من العناصر الوطنية جلبت معها حقائبها وكأن الفريق سيقصى رسميا بعد لقاء أمريكا غدا، إذ لم يتقبّل رئيس الفاف حزم البعض لأمتعته على أساس العودة إلى أرض الوطن من جوهانسبورغ في حين أن مسؤولي الفاف كانوا قد طلبوا من الجميع أن العودة مهما كانت النتيجة ستكون من دوربان، وهو ما لم يقبله البعض لذا حزموا أمتعتهم ليغادروا جنوب إفريقيا من جوهانسبورغ، لكن رئيس الفاف أكد للجميع أن الوفد بأكمله سيعود إلى دوربان مهما كانت النتيجة. وفي حديثه مع اللاعبين طلب محمد روراوة من الجميع أن لا يتخذوا قرارات فردية عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني، إذ لم يتردّد الرجل الأول في الفاف بالقول لأشبال سعدان: "نحن هنا من أجل التأهل للدور الثاني وليس للعب مواجهة شكلية أمام المنتخب الأمريكي، لذا لن أقبل مجددا أن لاعبا يحزم أمتعته للسفر بعد اللقاء من المكان الذي يحدّده هو، بل الجميع يجب أن يسافر مع الوفد وأنا متأكد أننا سنبقى لأيام أخرى لأننا بإذن الله سنتأهل". وواصل بعد ذلك روراوة حديثه عن المباراة في هذا الاجتماع، حيث قال أنه يملك ثقة كبيرة في المجموعة لإحراز الفوز والتأهل للدور القادم: "لقد كان الجميع يعتقد أننا سننهزم أمام المنتخب الانجليزي لكننا برهنا أننا لا نخشى شيئا وثقتي كبيرة فيكم لتجدوا الحلول في الهجوم مع المدرب الوطني الذي يعرف ما يفعله. وتحقيق الفوز في اللقاء القادم ليس مستحيلا خاصة أن الحلول لديكم في الهجوم، وأنا متأكد أنكم ستجدون السبل المثلى لحل هذه المشكلة". وفي نفس السياق قال المتحدث للاعبين "تملكون الطاقات لتكونوا على موعد مع التاريخ بعد أن حركتم مرة أخرى مشاعر شعب بأكمله أصبح ينتظر منكم أن تدخلوه التاريخ، وأمام انجلترا برهنتم أنكم لا تخشون أي منتخب وأن الجزائر بلد التحديات، لذا أطلب منكم أن تكونوا في المستوى وتلعبون بنفس العزيمة التي لعبتم بها لحد الآن وثقتي في هذا الفريق كبيرة". وختم روراوة كلامه مع اللاعبين وسعدان بالقول: "تملكون مدربا يعرف جيدا عمله وسيجد الحلول للفوز، لذا أنا واثق من تحقيق نتيجة إيجابية وأطلب منكم ألاّ تخيّبوا آمال الشعب الجزائري الذي ينتظر منكم تشريفه وإدخال الفرحة عليه". ليفترق الجميع بعد هذا الاجتماع الذي أراد روراوة أن يوضّح فيه أهمية اللقاء وما ينتظره الجميع من اللاعبين. وأراد روراوة من خلال هذا الاجتماع الذي عقده مع رفقاء القائد عنتر يحيى أن يحفّز المجموعة ويضع النقاط على الحروف فيما يخص الأمور التنظيمية، خاصة أن رئيس الفاف كان قد اجتمع باللاعبين بكاب تاون بعد أن لاحظ أن الأمور تكاد تنفجر بين بعض اللاعبين والمدرب الوطني. وأتى هذا الاجتماع بثماره حيث استطاع روراوة أن يهدئ الأمور ويقدّم شحنة إضافية للعناصر الوطنية التي تمكّنت من البروز في لقاء انجلترا وأدّت مباراة بطولية، ليعيد الكَرّة هذه المرة قبل لقاء الغد لعل ذلك يساهم في تحقيق نتيجة إيجابية أمام المنتخب الأمريكي.