في الوقت الذي تقضي فيه معظم العائلات شهر رمضان المبارك في بيوتها وسط الدفء الأسري تعاني أخرى من انعدام مأوى يمنح لها نكهة الأجواء المعتادة لهذه الفترة فقامت جريدة آخر ساعة بجولة بشوارع عنابة لرصد أجواء رمضان لدى بعض العائلات التي تعيش بالخيم والأكواخ. بيوت الظلال حقيقة أم أطياف قادتنا الرحلة إلى حي إيليزا الشعبي حيث وجدنا شبه خيمة منصوبة تقربنا إليها ليكون المنظر عن قرب أسوأ فهذه الخيمة ليست إلا مجموعة من الأقمشة والملاءات الملتصقة حيث يخيل للجالس بالداخل كأنه في الشارع لأنه في الحقيقة لا يفصله عنه سوى رداء خفيف لا يصلح إلا للتضليل على من يجلسون وراءه حتى أن السكان بينوا أنهم يضطرون بعد كل فترة وجيزة لتغيير هذه الملاءات لاهترائها بسبب الظروف المناخية حيث روى لنا القاطنون أنهم في الأيام الأولى من الشهر الفضيل اضطروا إلى إلغاء الإفطار وذلك بسبب هطول كميات معتبرة من الأمطار جعلت من المستحيل عليهم إكمال وجبتهم من المستحيل لأن السقف أصبح غير موجود جراء الرياح العاتية. موقد واحد ل5عائلات أضحى إعداد الإفطار بالنسبة للقاطنين بالخيم يتطلب حجز الدور في طابور ويستلزم الشروع به في ساعات مبكرة من اليوم لأن العائلات التي تقطن بمنطقة واحدة غالبا ما تعد إفطارها على موقد مشترك وهذا ما يجعل المهمة صعبة وشاقة حتى أن هذه العائلات أضحت تكتفي بإعداد طبق واحد والاستغناء عن الأخرى لأن الظروف الاقتصادية والاجتماعية لا تسمح بأكثر من طبق حتى أن بعض أفراد العائلات أكدوا لنا أنهم فقدوا الإحساس بنكهة رمضان وأجوائه وأضحوا يطبخون طبقا واحدا ويتقاسمونه فيما بينهم. ظروف قاسية وأجساد هزيلة عرفت ولاية عنابة في الآونة الأخيرة درجات حرارة مرتفعة فاقت 30 درجة في حين أن الحرارة بهذه البيوت تجاوزت الأربعين درجة وذلك لتعرضها مباشرة للظروف المناخية بالرغم من قساوتها وذلك ما سبب لهم بالعديد من الأمراض لاسيما أن السكان إلى جانب الظروف المناخية هناك لسعات الحشرات والأمراض المتنقلة عبر المياه القذرة التي تحيط بالمكان وتجعلهم معرضين للإصابة بأمراض خطيرة إلى جانب معاناة أغلبهم من أمراض مزمنة كمرض السكري وضغط الدم لذلك فإن الظروف القاسية تزيد من معاناة هؤلاء. سلطات غائبة ومعاناة متواصلة تجهل أغلب العائلات العنابية التي تعيش دون مأوى مصيرها وذلك للتجاهل التام الذي لاقته من طرف السلطات المحلية حتى أن هذه الأخيرة لم تأخذ بعين الاعتبار كيفية قضاء هذه العائلات للشهر الفضيل في العراء دون بيت يجمعهم. فقد عبروا عن استيائهم الكبير تجاه سياسة التهميش المنتهجة معهم ليبقى مصيرهم غامضا ومجهولا في انتظار حلول عاجلة لاحتواء هذا المشكل الذي ينغص حياتهم. طيار ليلى