أقدم ليلة الاثنين سكان وسط مدينة سكيكدة على غلق الشارع الرئيسي الاقواس، احتجاجا على استمرار تعريض حياتهم للخطر وسط صمت السلطات، و جاءت الحركة الاحتجاجية عقب انهيار جزء من بناية قديمة و اصابة امرأة من قاطنيها بجروح تطلبت اسعافها الى مستشفى سكيكدة، حيث طالب السكان بوضع حلول لهم و عدم تركهم للخطر و تزامن الحادث و انطلاق ملتقي حول اعادة الإعتبار للبنايات القديمة من أجل الحفاظ على التراث المعماري و إسترجاع الطابع الحضري للواجهة البحرية لمدينة سكيكدة. و اتفق المشاركون على أن تحضير و إنجاح عملية إعادة التاهيل تكون بإشراك جميع المتدخلين :السلطات المعمومية ، الجماعات المحلية ، السكان ، المجتمع المدني ، مكاتب الدراسات ، المهندسين ، الخبراء ، المملين ، حيث يتدخل كل حسب إختصاصه ، مع العلم أن أهم المتدخين هم السلطات العمومية ، الخبراء و المهندسين المدير العام للسكن بوزارة السكن و العمران و المدينة أكد على أهمية إعادة الاعتبار للبنايات في منظور و مقاربة تشاركية للحفاظ على التراث المعماري و استرجاع الطابع الحضري و الجمالي للولاية منوها أن هذه المشروع يهدف إلى حماية النسيج العمراني للمدينة القديمة من خلال إعادة تأهيله و هيكلته وذلك بمشاركة جميع الفاعلين و المعنيين و الناشطين في هذا المجال من اجل تحسين الإطار المعيشي للساكنة و ترقية و الحفاظ على الملكية المشتركة، وفي سياق ذي صلة المدير العام لديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية سكيكدة أكد على توفير كل الوسائل الضرورية من اجل إعادة تأهيل شارع الرئيسي ديدوش مراد الذي يحتوي على 127 بناية تضم 604 مسكن و 350 محل تجاري حيث أسندت الدراسة إلى مكاتب دراسات جزائرية من أجل إنجاز دراسة تشخيصية و الانتهاء منها خلال مدة وجيزة حتي يتسنى مباشرة الإجراءات الضرورية لإعداد دفاتر الشروط المرافقة لذلك، مع العمل على إعطاء البعد التوعوي للعملية من خلال القيام بحملة تحسيسة بالتنسيق مع الجمعيات الناشطة في المجال وكل فواعل المجتمع المدني. ممثل هيئة الرقابة التقنية قدم الخطوط العريضة و فق دراسة تقنية لإعادة تأهيل هذا المشروع ، كما تدخل أيضا مدير الهيئة الوطنية للبناء و الخبرة الذي بدوره قدم شرح تفصيلي لحالة البنايات محل التأهيل حيث أكد بأن هناك 15 بناية في حالة متدهورة جدا، أما تدخل مدير المركز الوطني للدراسات و الأبحاث المتكاملة للبناء CNRRIB فقد قدم دراسة تقنية عن عمليات تأهيل و ترميم الجارية و المصادقة على مواد البناء الجديدة التي تستعمل في مثل عمليات الترميم لاسيما و أن المدينة القديمة تعتبر واجهة بحرية بامتياز و لابد من مواد خاصة تدخل في ترميماتها، مديرة السكن لولاية الجزائر العاصمة إستعرضت التجربة التي شهدها النسيج العمراني للجزائر العاصمة وذلك بهدف تبادل الخبرات في هذا المجال ، كما تدخل ممثل الحماية المدنية، الذي قدم شرح تفصيلي حول النصوص التنظيمية للوقاية والأمن في البنايات و المؤسسات المصنفة التي تتعرض لأخطار الانهيارات بفعل العوامل الطبيعية من زلازل أو حرائق أو فيضانات نظرا لطابعها القديم و المتدهور، أم ممثلة غرفة الموثقين لولاية سكيكدة فقد استعرضت الجانب التشريعي و القانوني للتدخل في النسيج العمراني القديم مذكر بالمرسوم التنفيذي 55/16 الذي يوضح ضوابط القانونية للتدخل في مثل هذه الحالات. و اتفق المشاركون على تشجيع إنطلاق عملية إعادة التأهيل و ترميم بنايات النسيج العمراني للمدينة القديمة خاصة شارع ديدوش مراء (الأقواس) ، الذي يعد القلب النابض للمدينة لما له من أهمية في الجانب الإجتماعي و الإقتصادي و السياحي و إسترجاع بريقه في الشكل الجمالي للمدينة و الحفاظ على الطابع المعماري و تثمين الواجهة البحرية لولاية سكيكدة المجاهدة التارخية التي تزخر بمقومات حضارية و ثقافية.