اهتز الرأي العام المحلي بعنابة عشية العيد على وقع مأساة إنسانية ضحاياها فردان من عائلة واحدة كان الجوع سببا في وفاتهما ، الحادثة وأن إعتبرها الكثيرون أمرا عاديا في زمن أصبح فيه "الجوع" من أبرز الإسقام التي يعاني منها الفقراء في بلادنا إلا أنها أثارت بحجمها الإنساني ردود فعل سلبية حول أهم الظروف و الأسباب التي أدت إلى وفاة "حورية" و "محمد الصالح" في ظل تضارب المعلومات التي تتعلق بملابسات الحادثة . معلومات متضاربة والحقيقة تبقى غامضة حيثيات الواقعة وحسب ما رواه مقربون من جيران واهل الضحايا تعود إلى صبيحة أمس الأول عندما دوت صرخات بيت عائلة "سديرة" وسط حي بلعيد بلقاسم معلنة عن وفاة البنت البكر حورية المولودة بتاريخ 22 مارس 69 ليتفاجأ بعدها الجميع ساعتين بعد ذلك بوفاة غامضة للأخ الأصغر للعائلة المدعو محمد الصالح والبالغ من العمر 35 سنة لأسباب تبقى حسب مايرويه أهل الضحية مجهولة في الوقت الذي تؤكد فيه أطراف أخرى أن عزلتهم عن المحيطين بهم أدت وفاتهما جوعا لظروف نفسية تبقى الى حد كتابة هذه الأسطر غامضة الطب الشرعي يؤكد أن الوفاة لم تكن طبيعية في محاولة منا لتقظي أسباب وملابسات الوفاة الغامضة لحورية وشقيقها محمد الصالح انتقلنا الى عين المكان وهو بيت بسيط يقع وسط حي بلعيد بلقاسم بعنابة فلم نجد هناك أي اثر يدل على وجود جنازة فحاولنا التقرب أكثر لمعرفة ما يحدث خاصة وأن الأمر يتعلق بوفاة شخصين من عائلة واحدة وبعد دخولنا إلى المنزل الذي احتضن المأساة لأزيد من سنة ونصف من المعاناة والعزلة . تفاجأنا بوجود شخصين آخرين تبين فيما بعد أنهما شقيقين للضحيتين يعانيان من نفس الإضطرابات ويرفضان التحاور مع أي شخص بخصوص ظروف وأسباب وفاة شقيقهما نتيجة الصدمة فما كان علينا إلا التوجه إلى مصلحة الطب الشرعي بمستشفى ابن رشد في محاولة تقصي الحقيقة وسط الحديث عن إشاعات تؤكد على أن الوفاة سببها الجوع في غياب أي مساعدة من طرف الأهل للتكفل بهما بحجة عدوانيتهما التي تؤدي بهما في بعض الحالات للدخول في حالة هستيريا وفي هذا السياق كشفت لنا مصادر مطلعة على التقرير الخاص بأسباب الوفاة أنها كانت نتيجة نقص حاد في التغذية ما أدى إلى الوفاة. الأخ الأكبر تحت الصدمة و مصالح الأمن تفتح تحقيقا في القضية تفاجأنا و نحن نحاول نقل الأسباب الحقيقية لوفاة الضحيتين للأخ الأكبر للضحايا وهو الوحيد الذي لا يعاني من أي خلل نفسي برفضه الأدلاء بأي تصريح أو الحديث إلينا متظاهرا بالصدمة هذا في الوقت الذي فتحت فيه مصالح للأمن الحضري الثاني عشر تحقيقات في القضية لمعرفة الظروف و الأسباب الحقيقية معتمدة في ذلك على تقرير الطبيب الشرعي لكشف الحقيقة التي ينتظر أن تزيح النقاب عن حادثة هزت الرأي المحلي في وقت يستعد فيه الجميع لإستقبال مناسبة عيد الفطر عيد الرحمة والتسامح والتكافل بين الجميع. جميلة م