الأيام الجزائرية بغداد ( وكالات): فيما وجهت منظمات حقوقية مصرية وعربية رسالة إلى قادة العالم المجتمعين بالعاصمة الإيطالية طالبت فيها بإدراج انتهاك "الحق في الغذاء" ضمن الجرائم ضد الإنسانية، اختار المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" جاك ضيوف الإضراب عن الطعام كطريقة ل"تحريك الرأي العام" الذي بدا شبه غافل عن أكثر من مليار شخص في مختلف أنحاء العالم يعانون من الجوع. وحذر "بايربل ديكمان" رئيس " فيلتهانجرلايف" وهي إحدى المنظمات غير الحكومية مقرها في مدينة "بون" الألمانية والمعنية بمكافحة الجوع في مختلف أنحاء العالم من أن نحو 200 مليون طفل وحدهم يعانون من نقص التغذية وربما تنذر ب"قرن المجاعة". ورغم أن الحرب ضد الجوع أصبحت شبه مستحيلة، حسب الخبراء، نظرا للأعداد المذهلة والمستقبل الكئيب، تسعى منظمة الفاو إلى إعطاء قوة دفع جديدة للحرب التي لا تنتهي ضد الجوع من خلال مشاركة حوالي 60 من رؤساء الدول والحكومات، غير أن غياب بعض زعماء القوى العالمية الكبرى مثل الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الفرنسي "نيكولا ساركوزي" اعتبره الخبراء مؤشرا ليس جيدا، هذا بالإضافة إلى مشروع البيان الختامي للقمة الذي بدا باهتا ولا يتضمن أهدافا محددة. يقول "دانييل بيرمان "رئيس حملة المنظمة لتوفير الأدوية الأساسية " بالنسبة لنا فهذه مأساة .. حقيقة أن زعماء العالم لن يأتوا "إلى قمة الغذاء". وتفتتح منظمة الأغذية والزراعة " الفاو " التابعة للأمم المتحدة أمس الاثنين قمة العالم حول الأمن الغذائي التي تستمر ثلاثة أيام في مقرها في روما. وتسعى "قمة الجوع " إلى مساعدة ما تصفهم الفاو بالدول الفقيرة المستورد للغذاء ولكنها تفتقر للأموال لاستيراده. وأشارت الفاو إلى أن أسعار الغذاء لا تزال مرتفعة للغاية رغم الإنتاج العالمي الجيد من الحبوب هذا العام. يقول جاك ضيوف المدير العام للفاو "إن أزمة الجوع الصامتة التي تؤثر على سدس البشرية تمثل خطرا كبيرا للسلام والأمن العالميين. إننا بحاجة عاجلة لتشكيل إجماع واسع من أجل القضاء السريع والكامل للجوع في العالم". وناشد ضيوف الدول الأعضاء بالمنظمة وعددهم 192 دولة لتقديم ما هو أكثر من مجرد كلمات التعاطف للأطفال الفقراء. وأضاف أنه من أجل زيادة إنتاجها الزراعي والإنتاجية والقضاء على الجوع ، تحتاج الدول النامية نحو 44 مليار دولار سنويا. غير أن هذه الرسالة التي طرحها ضيوف على زعماء دول العالم ووزراء الحكومات المتجمعين في روما لم تتوقف عند بعض المطالب، بل قام بحركة احتجاجية بهدف تحريك الرأي العام العالمي وربما لوضع الضغوط على المانحين المترددين، حيث قام المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" بإضراب عن الطعام في مقر المنظمة في العاصمة الايطالية تضامنا مع مليار إنسان ضحية سوء التغذية المزمن. يذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعلن هو الآخر الإضراب عن الطعام بصورة رمزية. كما انضم رئيس بلدية روما "جياني اليمانو" إلى هذه الحركة معربا عن قلقه من عدم " تضمن الوثيقة "مشروع البيان الختامي للقمة" أهدافا محددة". ويرى ملاحظون أن نجاح ضيوف في تأمين الحصول على التزامات مالية محددة سيكون محل تساؤل خاصة بعد أن أظهرت وثيقة "مشروع البيان الختامي للقمة" أن البيان لن يذكر هدفا للقضاء على الجوع بحلول عام 2025 ولا التزاما بدفع مساعدات زراعية تبلغ 44 مليار دولار سنويا. وقال دبلوماسيون مقربون من المداولات إن هذين الهدفين كانا من بين أكثر الموضوعات جدلا في المفاوضات التي سبقت القمة. ربما هذا ما دفع 48 منظمة حقوقية مصرية وعربية إلى توجيه رسالة إلى قادة العالم المجتمعين بالعاصمة الإيطالية مطالبين فيها بإدراج انتهاك "الحق في الغذاء" ضمن الجرائم ضد الإنسانية من شأنه أن يساهم في استعادة الكرامة الإنسانية للفقراء في جميع بلدان العالم. وقالت المنظمات أن :"مشاهدة طفل يموت جوعا لا تختلف عن مشاهدة الجرائم الإرهابية والقتل الجماعي فالفرق بينهما أنه في الأولي القاتل غير ظاهر ومجهول بالنسبة للضحايا وفي الثانية القاتل واضح ومعلوم ويعلن عن مسؤليته عن جريمته". ويشير تقرير التنمية البشرية العربية لعام 2009 أن معدلات الفقر تراوحت بين 6. 26 بالمئة و30 بالمئة في لبنان في حدها الأدنى ونحو 60 بالمئة في حدها الأعلى في اليمن ونحو 41 بالمئة في مصر، وبقدر ما تتفاوت معدلات الفقر تتفاوت معدلات البطالة بدرجة ملموسة بين بلد وآخر. وهي تتراوح بين 2 بالمئة في قطر والكويت ونحو 22 بالمئة في موريتانيا.