انتقد الرئيس المالي أمادو توماني توري، دول الجوار، على رأسها الجزائر و موريتانيا و النيجر، على ما وصفه بنقص التعاون الإقليمي في محاربة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي "ولم يتخلف تري عن الترحيب بالتعاون مع باريس في صد الإرهاب بالمنطقة خلافا لتوصيات الجزائر القاضية برفض كل تدخل أجنبي بالمنطقة. لم يهضم الرئيس المالي استدعاء الجزائر السفير في باماكو، ردا على قيام مالي بتسريح أربعة من إرهابي القاعدة ، في إطار صفقة إطلاق سراح الرعية الفرنسي بيار كامات، ونقلت صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية حوارا مع توري نشر أمس، بينما شدد بالقول صراحة "اليوم نحن ندفع الثمن.. فقد استدعت الجزائر و موريتانيا سفيريهما". وتحدث توري عن بلاده مقدما إياها ضحية في المنطقة، وظهر من خلال تصريحاتها محاولة تبرير عدم التزام باماكو بالتزاماتها السابقة التي خطتها مع دول الساحل في العديد من الاجتماعات الأمنية و السياسية خاصة بعد أن جددت مخابرات هاته الدول في اجتماعها الأخير بالجزائر على وجوب التعاون الجدي بمكافحة القاعدة والامتناع عن إبرام الصفقات مهما كان نوعها مع عناصر القاعدة لقاء الإفراج عن مختطفين. وساق الرئيس المالي موقف بلاده من المسألة قائلا أن "المشكلة تكمن في نقص التعاون الإقليمي. فالكل يشتكي من جاره، والأعمال المعزولة محكوم عليها بان تبقى موقتة"، موضحا بأن القول أن المختطفين يتواجدون شمال مالي يعني بالضرورة أنهم " في جنوبالجزائر وشرق موريتانيا وغرب النيجر". ما يشبه تحدي لهاته الدول في أن تتحمل مسؤولياتها كاملة في التصدي للإرهاب المنطقة وأن الأمر لا يقتصر على مالي فقط؟ وألح توري على وجوب إرساء مخطط إقليمي لمحاربة عناصر التنظيم، مسلما بأن القاعدة لا تفوق بلاده من حيث الإمكانيات، وأنه ممكن جدا قطع دابرها في حال توصلت الأطراف المعنية على وضخ هذا المخطط، كما أوضح أن الإرهابيين النشطين في تنظيم القاعدة ليسوا بالضرورة ماليين وإنما حلوا في دول المغرب العربي .كما أوضح الرئيس المالي في ذات الحوار "كنت دعوت في سبتمبر 2006 إلى مؤتمر للساحل والصحراء من اجل السلم والتنمية، بحضور قادة الدول غير أن أحدا لم يستمع إلي منذ أربع سنوات، إنها أربع سنوات ضائعة". وقدم توري، باريس على أنها من الداعمين لمكافحة الإرهاب ماديا في سياق تبريره الصفقة التي أبرمت شهر فيفري المنصرم مع التنظيم الإرهابي للإفراج عن الرعية الفرنسي بيار كامات، وقال صراحة "لكن يتعين على فرنسا أن تصغي إلينا". من جهة أخرى، أوضح مصدر أمني جزائري اتفقت على تجنيد مهربين لمساعدتها في ملاحقة عناصر القاعدة ي الصحراء ، وذلك خلال اجتماع أجهزة الاستخبارات لدول الساحل في العاصمة يوم الأربعاء مفيدا بأن خطة تجنيد المهربين الذين يعرفون دروب الصحراء من خلال نشاطهم لتهريب السجائر والمخدرات هي واحدة من سلسلة من الإجراءات التي اتفق عليها في اجتماع لمسؤولي المخابرات الإقليمية بالعاصمة الجزائرية.وقد توصل اجتماع الأربعاء الفارط إلى أن خطة تجنيد المهربين قد يسهم في التغلب على واحدة من أكبر المشكلات التي تواجه قوات الأمن وهي كيفية تحديد مكان متشددي القاعدة في الصحراء التي يعيش فيها عدد قليل من السكان وتماثل مساحتها مساحة الولاياتالمتحدة. ليلى/ع