لازالت أزمة السيولة التي تلقي بظلالها على مواطني الولاية (18) منذ أكثر من شهر متواصلة وذلك على الرغم من المحاولات المحتشمة لتطويقها من قبل الجهات الوصية التي كانت قد وعدت بايجاد حل نهائي لهذه الأزمة التي لاقبل للجواجلة بها . ورغم تراجع حدة الأزمة المذكورة قياسا بما كانت عليه شهر رمضان وكذا الأيام التي تلت عيد الفطر الا أن التحسن الذي طرأ على مستوى بعض مكاتب البريد يبقى بعيدا جدا عن المأمول بدليل أن أكثر من خمسين بالمائة من زبائن هذه المكاتب الذين قصدوها خلال الأسبوع المنقضي بغرض تحصيل مرتباتهم الشهرية عادوا الى منازلهم خائبين وحتى أولئك الذين كان لهم الحظ في أخذ أماكن ضمن المواقع الأولى من الطوابير فانهم لم يحصلوا بدورهم سوى على جزء صغير من المبالغ التي كانوا يودون سحبها وذلك في ظل الشرط الذي وضعه مسؤولو هذه المكاتب والقاضي بضرورة عدم منح أكثر من (20) ألف دينار للزبون الواحد حتى ولو كانت قيمة المبلغ الذي دونه في صكه أكبر بكثير من المبلغ المشترط . وقد ساهم استمرار أزمة السيولة على مستوى مكاتب بريد عاصمة الكورنيش جيجل في عودة بعض التصرفات المنبوذة التي ساهمت في تشنج أعصاب بعض الزبائن ومن ذلك لجوء بعض "أصحاب المعريفة" الى تحصيل مرتباتهم من الأبواب الخلفية لمكاتب الدفع ودون المرور على الطوابير وذلك بتواطؤ من قبل بعض مسؤولي هذه المكاتب وهو ماوقفت عليه "آخر ساعة" في أكثر من مكتب كما لوحظ بأن الأموال التي وصلت الى مكاتب البريد خلال الأسبوع المنقضي نفذت بسرعة البرق أو بالأحرى في ظرف دقائق وذلك بالنظر الى قلتها وارتفاع عدد طلبات السحب التي عُدّت بالمئات على مستوى أغلب مراكز البريد المنتشرة عبر ربوع عاصمة الكورنيش . هذا وتخشى شريحة الموظفين بالولاية (18) من استمرار أزمة السيولة لأسابيع أخرى أو بالأحرى الى غاية عيد الأضحى المبارك وهو ماقد يزيد في تعقيد الأمور أكثر خاصة في ظل حاجة المواطنين الى مزيد من الأموال في هذه المناسبة كما كان عليه الحال بمناسبة عيد الفطر والدخول المدرسي ولو أن بعض المصادر المقربة من بنك الجزائر كانت قد أشارت الى احتمال انفراج أزمة السيولة التي تعيشها ولاية جيجل وكذا بعض الولايات الأخرى في ظرف لايتعدى الأسبوعين وذلك بعد حل الإشكال الذي حال دون توصل مكاتب البريد بما يكفي من الأموال اللازمة لتسديد أجور ومرتبات المواطنين . م/مسعود