أبدى السكان الذين تحدثوا إلينا تذمرهم الكبير تجاه مصالح بريد الجزائر التي دعوها إلى التعجيل في إيجاد مخرج لهذه الأزمة التي تزداد حدتها، في وقت يكون المواطن بأمس الحاجة إلى موارد مالية لإعالة عائلته ومواجهة التكاليف الخاصة بالدخول المدرسي الذي سيسبقه الشهر الفضيل الذي سيكون صعبا للكثير من العائلات بمنطقة القبائل، بالنظر إلى التغير المفاجئ لأسعار المواد الغذائية قبل أسبوعين من حلول هذا الموعد الديني والتي (الازمة) قد تلهب جيوب المواطنين أكثر، في ظل غياب الرقابة عليهم. هذا ولاحتواء حجم نقص السيولة المالية التي تشهدها مكاتب بريد تيزي وزو شرعت المديرية الجهوية بتمويل المكاتب الصغيرة التي يصل عددها الى حدود 144 مركز بريد موزع على تراب الولاية، وكانت مؤسسة بريد تيزي وزو قد اشتكت بدورها في هذا الاطار من النسبة الضئيلة التي تتحصل عليها من حجم التبادلات المصرفية والمقدرة فقط ب 15 بالمئة ما لم يسمح لها بتلبية متطلباتها، مرجعة سبب هذا الضعف إلى الحركية التي يشهدها بدوره البنك الوطني الجزائري الذي وصفت بالضعيفة لسبب تراجع حركية الأموال التي كانت تودع سابقا من طرف المتعاملين الاقتصاديين الذين تراجعوا عن إيداع أموالهم في الحسابات البنكية إلى جانب المستثمرين الذين لم يعد لهم أثر بتيزي وزوو، حتى التجار والمواطنون أصبحوا لا يثقون في المؤسسات المصرفية العمومية جراء حالات الرشوة وتبييض الأموال المنتشرة في السنوات الأخيرة إلى جانب تحويل الأموال من رصيد إلى آخر بكل احترافية. كما انه وفي سياق متصل، وحسب تصريح العديد من هؤلاء، فإن سبب تراجع وفي أحيان أخرى غياب السيولة النقدية يعود إلى الطلبات الكثيرة والمتكررة للمتقاعدين وكذا المجاهدين الذين يسحبون أموالهم الخاصة بمبالغ كبيرة دفعة واحدة. لكن مصالح بريد تيزي وزو فكرت في حل قد يكون مؤقتا إلا انه ناجح وهذا من خلال تحديد الحد الأقصى والأدنى لعمليات السحب الفوري قصد تمكينها من إحداث توازن وكذا لتمكين اكبر عدد ممكن من المواطنين من الاستفادة من الخدمات البريدية التي يكثر عليها الطلب كلما تحل المناسبات المختلفة. كما أن المسجل بعاصمة جرجرة هذه الأيام توافد حتى القاطنين بالولايات المجاورة كبومرداس والبويرة لسحب أموالهم في ظل الاكتظاظ الذي تشهده أيضا مراكز البريد على مستوى ولاياتهم والذي يضاف إليه مشكل الأعطاب التي ماتزال تلاحق الأجهزة الالكترونية والتي يرجع سببها إلى عمليات التحويل لاسيما لقطاع الوظيف العمومي التي تتم تقريبا في أيام متتالية، باعتبار أن معظم المكاتب تعمل تحت نظام شبكة وطنية ،ما يولد من جهة أخرى ضغطا على هذه الشبكة المحلية جراء السحب وتحويل الأموال، وهي العملية التي تقام الكترونيا بالاعتماد على آلات للسحب الفوري والتي تعززت بها مكاتب البريد على المستوى الوطني. وبتيزي وزو فإنه تم ومنذ إدخال هذا النظام الجديد توزيع ما لا يقل عن 200 ألف بطاقة سحب، لكن يبقى المواطن وككل مرة يشتكى من أعطابها، ناهيك عن الأماكن غير المناسبة المخصصة لها والتي كثيرا ما جاءت في زوايا معزولة تسهل لمحترفي السرقة تجريد أصحاب الأموال وأحيانا يصل الحال إلى الاعتداء عليهم وأمام مرأى الجميع. هذا ولإعطاء دفع قوي لقطاع البريد بولاية تيزي وزو تم مؤخرا فتح مركزين جديدين في كل من اقني بعفير بدائرة مقلع وتيرميثين، إلى جانب فتح في المستقبل القريب مكاتب أخرى جديدة على مستوى مناطق عزازفة والمدينة الجديدة ببلدية تيزي وزو.