يتواصل مشكل غياب السيولة على مستوى مكاتب البريد بجيجل وهو المشكل الذي ظهرت أولى معالمه خلال شهر رمضان ليبلغ ذروته أول أمس الإثنين حيث أضطر مسؤولو العديد من مكاتب البريد لغلق أبواب هذه الأخيرة وذلك تحاشيا للصدامات التي نجمت عن هذه الوضعية التي لاقبل لعاصمة الكورنيش بها . والظاهر أن عام الأزمات الذي أطل برأسه على الجواجلة خلال منتصف الصائفة المنقضية من خلال أزمتي الخبز والمازوت لم يستوف كامل حلقاته بعد بدليل ماتعيشه مكاتب البريد من خصاص حاد في السيولة المالية ...خصاص بلغ ذروته منتصف الأسبوع الجاري أو بالأحرى أول أمس الإثنين أين اضطر آلاف الأجراء والموظفين للعودة الى بيوتهم بأيدي فارغة في غياب الأموال على مستوى أكشاك الدفع وهو ماتسبب في حالة غليان كبيرة وسط المواطنين الذين قصدوا هذه الأخيرة بغرض سحب معاشاتهم ومرتباتهم الشهرية التي تكفل لهم قضاء حاجياتهم اليومية . ولعل مازاد في تهييج أعصاب المواطنين الذين قصدوا مكاتب البريد المذكورة هو تزامن أزمة السيولة مع الدخول المدرسي الجديد وقبله عيد الفطر وهما المناسبتان اللتان تتطلبان أموالا كبيرة لاسبيل للحصول عليها سوى بلجوء أرباب العائلات الى احتياطاتهم المالية التي أدخروها بحساباتهم البريدية والبنكية وهومايفسر الصدامات التي شهدتها أغلب مكاتب البريد المنتشرة عبر تراب الولاية (18) رغم اجتهاد عمال هذه الأخيرة في اقناع المواطنين بأن المشكلة تتعداهم وأنهم لايتحملون أية مسؤولية في هذا الخصاص الذي لم يسبق وأن بلغ هذا المستوى من الحدة . والغريب فيما تشهده مكاتب البريد بجيجل من نقص حاد في السيولة هو عدم تمكن أي جهة من تقديم الإجابات الشافية حول أسباب هذا الخصاص بمن في ذلك المسؤولين المباشرين على هذه المكاتب وهو مافتح المجال أمام الشائعات التي تفنن مروّجوها في نسج خيوطها حتى تنطلي أكثر على الرأي العام المحلي الذي سئم من مثل هذه الأزمات المتلاحقة والذي بات ينتظر بفارغ الصبر موعد انجلاء هذه الأزمة الجديدة التي أضحت حديث العام والخاص في جيجل . م/مسعود