يقع “حي برططو” بين حيي صالح شبل وعبد الحق بن حمودة الواقعين ببلدية فلفلة البعيدة عن عاصمة الولاية ب 16 كلم، أضحى مع الزمن ملاذا للعائلات الباحثة عن مكان للعيش وزاد عدد الباحثين ليصل إلى قرابة 200 عائلة تعاني الصمت والتهميش.بداية المعاناة كانت بإنعدام سكن لائق فجلهم وضع لبنة فوق أخرى بطريقة عشوائية ثم غطى سقفها بالقصدير والبعض الآخر جعل من الألواح والقصدير سكنا له ليغرق السكان وسط المياه القصديرية والعشوائية في بناء الأكواخ.ولأن السكنات فوضوية فقد زادت المعاناة مع انعدام الماء الصالح للشرب فلا وجود للحنفيات، مما دفع بهم إلى شراء الماء بأسعار أصبحت مع الوقت تثقل كاهلهم وتخل بميزانيتهم ويبدو أن المعاناة عشقت سكان “حي برططو” لتضيف إليهم أزمة الكهرباء فلا أعمدة ولا قبول لطلبات تركيب العدادات ليتمكن المحظوظون من الاستفادة من النور من خلال الجيران بالأحياء الأخرى والأقل حظا يوصلون كوابل الكهرباء بمنازل الجيران مقابل تسديد ثمن الفاتورة كاملة أي استهلاك منزلين، أما من لا حظ له فيلجأ للشموع لينير لياليه الباردة شتاء بفعل الرياح التي تخترق فجوات الطوب وثقوب القصدير والحارة صيفا لإنعكاس أشعة الشمس على صفائح القصدير ودائما تكون الشموع رفيقة الأولاد المتمدرسين المعرضين وعائلاتهم وحتى سكان الأحياء المجاورة للخطر جراء التركيب العشوائي لكوابل الكهرباء المنخفضة.وتختتم معاناة السكان بتحول الحي وبالضبط الأكواخ الفارغة والمهجورة إلى أماكن مشبوهة للقاءات مما شوه سمعة أهل الحي الباحثين عن بصيص أمل للتنعم بحياة أفضل استكثرتها عليهم السلطات المختصة التي جعلتهم أقل من “مواطنين” بحرمانهم من سكن لائق فقط لأن حيهم فوضوي تلتها عدة إهمالات من سونلغاز وشركة المياه وحتى الأمن بعدما أصبح “حي برططو” ملاذا للصوص والمنحرفين.مطالب 200 عائلة لا تخصهم فقط، بل تعني سكان الأحياء المجاورة المطالبين بوضع حل لسكان هذا الحي لإعادة الهدوء والأمن لهم بعدما شوه الحي وجه فلفلة . حياة بودينار