فتحت السطحية واللا موضوعية التي انتهجتها القناة الوطنية من خلال نقلها لأحداث الشغب أو بالأحرى الإنتفاضة التي شهدتها العاصمة على غرار باقي ولايات الوطن المجال بأبوابه الواسعة أمام القنوات الأجنبية لفرض أرائها من خلال التحاليل التي نقلتها على الجزائريين وكذا العالم عن طريق تعاطيها مع الأحداث من الزاوية التي نتماشى مع ما يخدم الدول التي تنتمي إليها حيث راحت مختلف وسائل الإعلام الفرنسية تصف الإنتفاضة بالثورة ضد النظام والحكومة التي ساهمت على حد التعاليق التي تضمنتها الحصص التي عرفت بعد الأحداث بالمتسبب الرئيسي في تدني المستوى المعيشي وتردي الحالة الاجتماعية كما لم تتوانى عن وصف النظام «بالفساد» هذا من جهة ومن جهة أخرى وبعد أن تفاجأ الجزائريون بإدراج الإحتجاجات كعنوان رئيسي بنشرة الثامنة والذي بث لدى البعض ولو لبرهة من الزمن بوادر الإعتدال والموضوعية إلا أن الظاهرة عولجت في مدة لا تتعدى العشر دقائق وكأن الأحداث شهدتها دولة أخرى غير الدولة الجزائرية حسب أن النبأ ذكر بتحفض كبير دون ذكر أو التعرف على الأسباب الحقيقية أو بوادر الأزمة التي دعمت برأي أو تصريحات المنظمة العالمية للتغذية التي حذرت من ارتفاع الأسعار بسبب الفياضات وموجة البرد أو بالأحرى الكوارث الطبيعية التي تشهدها معظم الدول الأوروبية. وفي الوقت الذي خصصت فيه حصة في دائرة الضوء التي يعدها ويقدمها كريم بوسالم لمعالجة أو الحديث عن استفتاء السودان استضافت قناة الجزيرة محللين وصحافيين لمعالجة ظاهرة الإحتجاجات بدول المغرب العربي لمدة تزيد عن النصف ساعة ضمن حصة ما وراء الخبر كما تحدث مقدم آخر ساعة بقناة العربية مع صحافيين وخبراء من خلال تسليط الضوء على الإحتجاجات التي شهدتها الجزائر والأسباب الحقيقية للإنتفاضة كما لم تتوان معظم القنوات الإخبارية على نقل الحدث بتفاصيله مع كل موجز أخبار مع نقل الأحداث العاجلة مباشرة خلال بث مختلف الحصص من خلال بثها «نبأ عاجل» إلى جانب إعطاء الأحداث أهمية من خلال المساحة المخصصة لها ضمن الشريط الإخباري الذي يمر أسفل الشاشة. وتجدر الإشارة في الأخير إلى أن القناة الجزائرية وعلى غير العادة تطرقت أو نقلت أحداث الشغب خلال نشرة الثامنة لنهار أول أمس حيث لم يسبق للمواطن أو المشاهد الجزائري وأن تابع مثل هذه التغطيات على التلفزة الجزائرية رغم الأحداث التي شهدتها بعض الولايات كأحداث بريان والانتفاضات التي شهدتها العاصمة كانتفاضة ديار الشمس والاحتجاجات الأخيرة بسبب السكن وكذا تأخرها خلال عملية تغطية الفيضانات التي شهدتها بشار وغرداية سنة 2009 وهو ما جعل الجميع يتفاجأ بورود نبأ الإنتفاضة الأخيرة ضمن العناوين الرئيسية وبالحجم أو المدة التي عالج فيها الموضوع.