مباشرة بعد إعلان الرئيس التونسي عن التنازلات العديدة في المجال السياسي والحريات ووقف الرقابة على الانترنت سارعت المواقع الإلكترونية والمنتديات وعلى رأسها اليوتوب إلى تسريب الفيديوهات التي كانت ممنوعة من البث سيما خلال الأسبوعين السابقين تزامنا وتأجج الاحتجاجات والغضب الشعبي. المواقع على غرار الجزيرة نت وحركة النهضة المحظورة لراشد الغنوشي تظهر تفاصيل دقيقة وخطيرة عن وقائع الاحتجاجات التي شبت شراراتها الأولى بمنطقة سيدي بوزيد تنديدا بالوضع الاجتماعي المزري السائد، وتظهر مئات الأشرطة على اليوتوب والتي تبث من كاميرات وهواتف نقالة، رد فعل السلطة التونسية العنيف تجاه المحتجين فعلى الموقع الاجتماعي الشهير الفايس بوك دعوات إلى الاحتجاجات وروابط لمقالات جديدة وصور ومشاهد فيديو تبث لأول مرة للاحتجاجات وللضحايا وللهجمات التي تتعرض لها ممتلكات الدولة والحزب الحاكم. مدعمة بتعليقات صريحة للمجموعات المساندة للمظاهرات، وعلى صفحة مجموعة سيدي بوزيد 2 والتي تعرضت إلى الغلق في الرابع والعشرين من ديسمبر الماضي دعوة إلى التظاهر والتضامن وتحدي السلطات، وفيما تنشر صفحة « تكريز» وهي مجموعة ناطقة بالفرنسية توجد خارج فرنسا شريط فيديو يصور المتظاهرين وهم يضرمون النار فيما سمي مركزا للشرطة في حي النور بمدينة القصرين، تظهر مجموعة معترضة أخرى تطلق على نفسها اسم « الشعب التونسي يحرق نفسه أيها السيد الرئيس 5» صور ومشاهد مرفوقة بتعليقات مفادها سقوط الرئيس هذا واحتل منذ اللحظات الأولى من الإعلان عن الإفراج عن الإعلام الموقع الاجتماعي « تويتر « المرتبة الأولى لوجود مزاعم عن فرار حرم الرئيس التونسي السيدة ليلى بن علي، فقد جاء على صفحة مجموعة معارضة تطلق على نفسها اسم « نواة» بعد غياب عن شاشات التلفزيون أخبار عن فرار سيدة تونس الأولى وفي مدونة الفتاة التونسية «tunisian girl« نشرت في العاشر من هذا الشهر 5 صور قيل إنها لتونسيين قتلوا في إضرابات الرقاب وسيدي بوزيد كما تظهر صور أخرى لتونسيين أطلق عليهم الرصاص من طرف القناصين وهم يحملون جثامين موتاهم وفي المقابل صور عديدة كتب أسفلها «تبث لأول مرة» وتظهر بوضوح أعمال عنف ضد المحتجين يقودها ملثمون يرجح أن يكونوا عملاء لأهل الرئيس هذا وبدت التعاليق «صريحة» بحسب الصور التي نشرت والتي علق عليها بمختلف اللغات مفاده أن التعاليق الأكثر بلاغة هي الصور في حد ذاتها وفي المقابل لا يزال حماس المدونين يزداد اشتعالا مع كل التطورات الحاصلة على الصعيدين الساخنين الاجتماعي والسياسي يذكر أن السلطة التونسية كانت قد شددت قبضتها على مختلف وسائل الإعلام سنوات وزادت في حدتها لتضليل التغطية العامة للاحتجاجات في الشوارع التونسية. سلوى لميس مسعي