حيث وضعت طوقا أمنيا معتبرا أمام مقر البريد المركزي نقطة انطلاق هذه المسيرة السلمية، وبدت ساحة البريد المركزي «زرقاء» تشهد كثافة انتشار رجال الشرطة الذين احتلوا كل المساحات الفارغة، ومنعوا أي وقوف فيها. ففي حدود الساعة العاشرة من صباح أمس السبت 19 مارس، حلقت طائرة مروحية بشكل متواصل في أجواء الجزائر الوسطى، في الوقت الذي بدأ فيه تكوين مجموعات من الشباب الذين استجابوا لهذه الدعوة، ومن جهتها، قامت قوات الشرطة بتعزيز تواجدها في محيط البريد المركزي، المكان المقرر أن تنطلق منه المسيرة باتجاه مقر رئاسة الجمهورية بالمرادية، كما وقف رجال الشرطة على طول شارعي ديدوش مراد ومحمد الخامس، ومنعوا المواطنين من التجمع هناك ولم يتركوهم يتقدمون في اتجاه البريد المركزي. ولم يكن رجال الشرطة يحملون تجهيزات مكافحة الشغب، إلا أن بعضهم حملوا خوذته في حزامه، والبعض الآخر حملوا الهراوات، رغم ذلك بدت الحياة عادية في محيط البريد المركزي، فحركة المرور عادية، وموظفو البريد التحقوا بمناصب عملهم. وتكتلت هذه المجموعات الشبابية عبر الموقع الالكتروني الاجتماعي «فايسبوك» منذ بداية الشهر الجاري، ويؤكدون من خلال في بيانات نشرت عبر الموقع الالكتروني الاجتماعي، أنهم شباب جزائري مستقل استقلالية تامة عن جميع الهيئات والأحزاب السياسية ولا ينتمون لأية منظمة أجنبية، ويقول الشباب «نعلمكم أننا نرفض أي حزب سياسي أو تنظيم خارجي، نحن نطالب بجزائر جديدة«، تطالب هذه التكتلات بتجسيد التغيير الحقيقي وإشراك فئة الشباب في عمليات اتخاذ القرار سواء في مركزية السلطة أو في قرارات الجماعات المحلية، واختار رواد هذه المسيرة الخروج يوم أمس 19 مارس يوم الاحتفال بالذكرى التاسعة والأربعين لوقف إطلاق النار سنة 1962 الذي يعتبر مرحلة مهمة في تاريخ بلادنا. طالب فيصل