الفايس بوك يفشل في أول دعوة للتظاهر بالجزائر دعوة شباب الفايس بوك لم تستقطب سوى خمسة شبان لم تلق دعوة بعض الشباب على صفحات شبكة التواصل الاجتماعي "الفايس بوك" من اجل تنظيم مسيرة أمس بالعاصمة أي صدى يذكر، وظلت ساحة البريد المركزي طيلة الصباح فارغة إلا من عناصر الأمن والصحفيين. لم تستقطب الدعوة التي أطلقها قبل أيام بعض رواد "الفايس بوك"من أجل تنظيم مسيرة أمس بالعاصمة انطلاقا من ساحة البريد المركزي باتجاه رئاسة الجمهورية أي استجابة، ولم يحضر للمسيرة سوى أربعة أو خمسة شبان لدقائق فقط قبل أن تفرقهم الشرطة وينتهي المشهد. سارع عدد كبير من رجال الإعلام صبيحة أمس إلى ساحة البريد المركزي بالعاصمة ينتظرون بشغف شباب "الفايس بوك" هؤلاء، الذين دعوا قبل أيام لتنظيم هذه المسيرة، وقد اختار الصحفيون هذه المسيرة عن تلك التي دعت إلى تنظيمها التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية -جناح الأحزاب السياسية- انطلاقا من ساحة أول ماي، وعن تلك التي كان أبناء المجاهدون يعتزمون تنظيمها من ساحة الشهداء نحو وزارة الداخلية بدافع الفضول لمعرفة مدى الاستجابة لهذا النوع من الدعوات، كون التظاهرات التي حدثت في مصر قادها شباب الفايس بوك. لكن الأمر عندنا كان مختلفا تماما حيث ظل رجال الإعلام ورجال الأمن لوحدهم في باحة البريد المركزي ينتظرون قدوم هؤلاء الشباب، ورغم أن المسيرة كان مقررا أن تبدأ في العاشرة صباحا إلا أن هذا التوقيت مر دون أي أثر للداعين لها وعكس المسيرات السابقة التي كان حضور نواب الأرسيدي و رئيسه السعيد سعدي يعتبر مؤشر على البداية، فإن الأمر هذه المرة يختلف كون الداعين للمسيرة مجهولي الهوية ولا يعرف عنهم احد شيئا.وفي حوالي الحادية عشر إلا الربع تجمع بعض رجال الإعلام حول شاب شرع في الإدلاء ببعض التصريحات الصحفية ظنا منهم انه احد المبادرين بالمسيرة، لكنه تبين فيما بعد انه استجاب فقط للدعوة انطلاقا من اطلاعه عليها عبر صفحات الفايس بوك، وقال هذا الأخير الذي قدم نفسه تحت اسم عبد القادر فاتح آفاق انه قدم من تيزي وزو وهو شاب بطال بإرادته - أي انه اختار البطالة - وانه لبى نداء الفايس بوك وطالب بتغيير الدستور وإجراء انتخابات عامة، كما طالب بتغيير النظام وإعطاء الحق في التظاهر لمن يشاء حول أي موضوع، مشيرا انه ينتمي لتنظيم اسمه "بديل الشباب من أجل التغيير" وانه سيشارك اليوم في مسيرة للبطالين انطلاقا من ساحة الشهداء. بعده تكلم أيضا احد المبادرين بالدعوة للمسيرة ويدعى أمين منادي، هذا الأخير قال انه ينتمي لتنظيم اسمه "الجزائر سلمية" التابع للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، وقال أيضا من جهته أن لكل جزائري الحق في التظاهر والتعبير بطريقة سلمية عن مطالبه ورأيه، وحمل الشعار الذي يريد، وأوضح أن الشرطة نزعت منه بعض الشعارات حملها معه، الشيء الذي استنكره.وبعد ذلك قدم أربعة شبان من ذوي الشعر الطويل والكثيف فتجمع حولهم رجال الإعلام، ثم رددوا لبعض الثواني "مسيرة سلمية "قبل أن تتدخل الشرطة وتفرقهم لينتهي بعد ذلك المشهد بالكامل وينصرف الجميع. ونشير أن الشرطة كانت قد انتشرت حول البريد المركزي والطرق المؤدية إليه ووزعت المتاريس على حواف بعض الشوارع المقاهي القريبة منه. وفي ساحة الوئام المدني تجمع حوالي 40 شخصا بينهم علي يحيى عبد النور وبعض نواب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية في ساحة قريبة من مستشفى مصطفى باشا، قبل أن تتدخل الشرطة وتفرقهم كالعادة بعض حوالي عشرين دقيقة، أما في ساحة الشهداء حيث كان مقررا أن ينظم بعض أبناء المجاهدين مسيرة نحو مقر وزارة الداخلية فإن لم يسجل حضور أي شخص. "الفايس بوك" الذي نجح في الإطاحة بالرئيس حسني مبارك في مصر فشل عندنا في لم عشرة أشخاص، وقد دفع الفضول الكثير من المواطنين للتعريج على ساحة البريد المركزي للإطلاع على مدى قدرة هذه الشبكة العنكبوتية على تجنيد الشباب الجزائري من اجل التظاهر، كونها المرة الأولى التي يتم فيها اللجوء لهذه الوسيلة لتنظيم مسيرة في بلادنا. محمد عدنان