أكد حسين آيت احمد زعيم جبهة القوى الاشتراكية يوم أمس، أن الجزائر ليست بمنأى عن الحراك السياسي والاجتماعي الذي تشهده المنطقة العربية منذ أكثر من شهرين وكشف عن مبادرته السياسية من أجل التغيير في الجزائر تحت عنوان» من أجل بديل ديمقراطي سلمي«، وجاءت رسالة آيت أحمد للجزائريين في شكل مبادرة نشرها الموقع الإلكتروني للحزب تتكون من خمسة محاور رئيسية يعتبرها أساس كل تحول نحو الديمقراطية في الجزائر -1 الحق في التمتع بالحقوق اعتبر ايت احمد متحدثا عن الثورات التي تجري حاليا في كل من تونس و مصر، وكذا التطورات الدراماتيكية التي يعرفها المطلب الشعبي الشرعي الداعي للتغيير الديمقراطي في ليبيا،درسا للعالم برمّته،عن مدى وحشية الديكتاتوريين المجانين الذين لا يرون أنفسهم مُجبرين على تقديم حسابات لأي كان وخصوصا شعوبهم، واعتبر أيضا أن الأزمة الجزائرية تندرج بصفة طبيعية في إطار الأزمات الجارية. ومع ذلك، ليس من الممكن الرضوخ لأية «عدوى ديمقراطية» في تفسير ومعالجة كل وضعية وطنية، وتحدث عن مختلف الأطوار التاريخية التي مرت بها البلاد بعد مرور عدة عقود من الزمن،وانتقدايضا ما اسماه الاخطاء السياسية، وقال في النهاية « لا يجب فقط التذكير بأن دم الجزائريين قد تدفق بشكل لا يطاق، لكن من الضروري أيضا التذكير، بأنه على المؤسسات السياسية أن تسهر على أن لا يكون استعمال العنف والقوة هو الخيار الوحيد المتبقي أمام الجزائريين، وهذا ما يُسمى بالحق في التمتع بالحقوق. إنه مبدأ يعني الجميع، هنا يجب أن نؤكد على تقارب وجهات النظر بين أولئك الذين اختاروا طريق الإقصاء داخل وخارج المؤسسات. -2 لا لدولة أصولية و لا لدولة بوليسية قال زعيم الافافاس في هذا المحور «ما كان لمأساة الجزائر أن تكون بتلك الدموية أو بذلك الضياع العميق لو كان خيار الإقصاء والعنف من صنع السلطة وحدها، فقد تبين بأن هنالك تيارات داخل المجتمع قد نشأت حصريا للدفاع عن خيار الإقصاء والعنف. وانتقد المجاهد ما أسماه بالسياسة البولسية وكل اشكال القمع والمنع المنتهجة حسبه من طرف المسؤولين وشدد انه من الخطأ ، الاعتقاد بأن الوحدة تكمن في تراجع العمل السياسي لصالح الانصهار والاندماج. فإن الاتحادات المقدسة والإجماعات المزيفة لا تُولّد غير حلول زائفة واضاف «في كل محطة أساسية من تاريخنا، نجد أنفسنا مضطرين للاختيار بين وسائل العمل السياسي والأوهام السياسية. لقد قلنا في كل مرة، لا للأوهام السياسية، مُبرزين وسائل العمل السياسي«. وتحدث ايت احمد عن اسس دولة القانون،ومؤسسات التي تستمد قوتها من شرعيتها،وتطرق لحقوق المواطنين في الأمن وفي العمل والسكن وفي التربية والتعليم النوعيين، وفي العلاج النوعي، في عدالة نوعية، في بيئة نوعية، في فضاء ثقافي نوعي، كلها مسائل ومحاور تعني كل شرائح الشعب. -3 كيف تُسير هذه التناقضات؟ اعتبر زعيم الافافاس أننا اليوم بعيدون كل البعد عن ربح معركة البناء الديمقراطي للوطن و الدولة الجزائرية، لكننا نوشك أكثر من كل وقت مضى على رؤية بوادر هذا البناء التي حملتها شرائح كاملة من المجتمع. وقصد استعجال هذا المسار، يجب الإفصاح عن بعض الحقائق، وقال «ليس وحده الخوف الذي يقف أمام استعادة الحق في التمتع بالحقوق وعن كسر جدار الخوف، اكد انه ليس بالأمر الجديد باعتبارها المقاومة التي مورست طوال سنين الجمر والدم من طرف الذين نهضوا لإدانة الطغيان والإرهاب على حد سواء، وأضاف أن الجرأة هي الإعلان جهارا في 1992،لا لدولة أصولية و لا لدولة بوليسية كما فعل ذلك مناضلو جبهة القوى الاشتراكية و كل الذين وقفوا معهم فالشجاعة و البصيرة هو الصمود الذي كان آنذاك أكثر من الوقت الراهن .إن تلاحم الخيارين البوليسي و الأصولي قد تحقق في النظام السياسي الحالي ، مما أدى بهما إلى فقدان المصداقية لدى مجمل المجتمع الجزائري. وشدد ايت احمد أن كسر جدار الخوف هوما قامت به عائلات المفقودين منذ سنوات بتحديهم للقمع والحظر.ما فعله المحامون الذين ساندوهم وساعدوهم في إيصال كفاحهم إلى الساحات الوطنية والدولية. ما قامت به عائلات ضحايا الإرهاب.ما قام به الشباب عام 2001 في بلاد القبائل.ما فعله شباب غرداية.ما فعله شباب الأوراس.ما فعله شباب وهران وما جاورها.ما فعله شباب قسنطينة.ما قامت به نساء حاسي مسعود اللاتي طوردن وأسيئت معاملتهن واللاتي تحدين قانون النسيان. ما قامت به النقابات المستقلة التي تجرأت على بناء موازين قوى لصالح العمال لعدة سنوات.ما قامت به بعض الجمعيات وكل أحياء البلاد التي ثارت جراء الإقصاء و الحقرة .وأضاف إلى ذلك من وصفهم بكتائب الحراقة... وقال في النهاية « حتى لو لم تتمكن هذه المقاومات من النيل من هذا النظام، فإنها قد ساهمت في تسليط الضوء على عيوبه و عجزه«. -4 من أجل حق الشعب الجزائري في تقرير مصيره اعتبر ايت احمد أن المقاومات المناهضة للظلم ،ينقصها مساعدة ومساندة وسائل إعلام حرة ذات مصداقية وأن هذه المقاومات في حاجة لرؤية بعضها البعض و معرفة ما يربطها و ما يُفرقها ؛ و كيف لا تقع في فخ التشتت،الانقسام و المناورات.... رغم ذلك، شدد بأن جدار الخوف قد استبدل وتفاقم في أقصى أعماق المجتمع بجدار الملل و الاشمئزاز إزاء فساد ورضوخ النخب المزيفة التي فُرضت في ظل الرعب،المافيا المالية – السياسية، الانتخابات المزورة في ظل الرقابة الصارمة التي فُرضت على وسائل الإعلام. واعتبر أن حرية الشعوب في تقرير مصيرها، هي في جدول أعمال الجميع. واضاف انه في سبيل إيقافها، يرى نفس المخابر القديمة التي تسببت في مأساة هذا الوطن، تٌشهر حلولا وهمية،حلولا، تتجاهل من جديد تعبئة المجتمع وتنظيمه السلمي. واعتبر زعيم الافافاس أن ورقة اقتراع وحيدة، كافية للتعبير عن تقرير مصير شعب، وأنها الحالة، لوضع حد لحرب من أجل الاستقلال. لكن، لإيقاف حرب الانحلال الاجتماعي وتقرير مصير شعب تلزم تعبئة واسعة لكل شرائح المجتمع داخل جميع الأطر التي هي في متناوله. انطلاقا من جمعية حي سكني وصولا إلى الحركة النقابية، من جمعية تدافع عن البيئة إلى حركة الطلبة الجامعيين وحركة النساء المناضلات لنيل حقوقهن، وصولا إلى طلبة الثانويات،البطالين، منظمة الكوادر المستقلين، المثقفين،الجامعيين وصولا إلى تنظيم جدي لرجال الأعمال وكل الشركات. -5من أجل انتخاب مجلس تأسيسي وفي المحور الأخير من أجل بديل ديمقراطي وسلمي في الجزائر قال ايت احمد»بعدما تتم مرحلة التعبئة الشعبية والسياسية للجزائريين نستطيع التطرق حينها إلى جميع الأطوار الانتخابية التي ستؤدي إلى إعادة بناء المؤسسات، التي من شأنها تسخير الحقوق، الأمن و ازدهار المواطنين والبلاد في ظل دستور جدير بهذه التسمية، لأنه سيكون متمخضا عن مجلس تأسيسي انتخبه بكل حرية جزائريون أحرار. الذين سيشاركون في تجسيد هذا المسار، هم الجزائريون الأوائل الذين سيكونون فعلا أحرارا، أما الذين سيرحلون عن الدنيا قبل ذلك فلن تذهب جهودهم وتضحياتهم هباء