رحلات ب 22 ألف دج لنصف شهر مع ضمان الأكل والإقامة و"التحواس" الغلاء الفاحش لتكاليف السياحة داخل الوطن، وصيام الجزائريين عن مصر، والتكاليف الباهظة للسفر والإقامة في تركيا، عوامل تجعل كل الطرق تؤدي إلى تونس هذا الصيف، خاصة في ظل العروض المغرية التي تعرضها الوكالات السياحية، فيما يخص تنظيم رحلات منظمة إلى عروس المتوسط، فالمصالح السياحية بتونس تتوقع استقطاب أزيد من مليون سائح جزائري، خلال موسم الاصطياف، خاصة مع ضمان متابعة متميزة للخضر في المونديال، حيث تزينت المدن التونسية بالرايات الوطنية، وسخرت شاشات عملاقة لمتابعة مباريات الخضر. كشف القائمون على الوكالات السياحية بالجزائر أن 90 بالمائة من الرحلات المبرمجة هذا الصيف متوجهة إلى تونس، التي ستستقبل قرابة مليون جزائري في ظل أجواء احتفالية بالمونديال، وأهم دافع الجزائريين للتوجه إلى بلد الزيتونة هو الأسعار المغرية للرحلات المنظمة إلى أجمل المناطق التونسية، فغالبية الوكالات السياحية، سواء منها الجزائرية أو التونسية، فضلت استقطاب المواطن الجزائري البسيط بما يتناسب مع قدرته الشرائية، خاصة شريحة الشباب، فغالبية العروض تتراوح بين 20 و25 ألف دينار لقضاء 15 يوما في تونس، مع ضمان الإقامة والإطعام وبرنامج سياحي متميز، فالوكالة السياحية "زرالدة تور" على سبيل المثال عرضت مبلغ 22 ألف دينار لنصف شهر، وكذالك فعلت وكالت "طالو تور" بالشراڤة، بينما عرضت الجمعية الثقافية "نجمة" التي تستهدف خصوصا الجامعيين والشباب، مبلغ 13 ألف دينار لقضاء أسبوع في تونس وفق برنامج سياحي متميز، مع ضمان الإقامة والإطعام، وهناك من الوكالات السياحية التونسية وحتى الجزائرية من فضلت استقطاب شريحة الميسورين، برحلات تتضمن الإقامة في أفخم الفنادق التونسية ذات 5 نجوم، على غرار فندق "الروايال" بحمامات ياسمين، مع تقديم خدمات راقية وضمان برنامج سياحي متميز، بمبالغ تتراوح بين 5 ألف دينار و10 ملايين سنتيم، لقضاء 15 يوما في أجمل المنتجعات السياحية بتونس. أجواء جزائرية في شوارع تونس احتفالا بالخضر من شوارع القيروان إلى شوارع مهدية، مرورا بقصور مدينة الجام إلى الحمامات، جربة، نابل، وسوسة المطلة على البحر الفيروزي، وصولا إلى شوارع العاصمة التونسية، كشارع الحبيب بورڤيبة، شارع قرطاج وشارع باريس، تجد العلم الجزائري حاضرا جنبا إلى جنب مع العلم التونسي، ليس من أجل زيارة رسمية للرئيس أو أحد الوفود الجزائرية، بل لمناصرة الفريق الوطني الجزائري في بلاد "نيلسون مانديلا"، صور تجعلك لا تشعر مطلقا بالغربة أوالابتعاد عن الجزائر، فالأجواء الجزائرية حاضرة بكل تفاصيلها، خاصة على "الكورنيش" المقابل لشاطئ أبو جعفر، الذي يذكرك بكورنيش وهران أو كورنيش جيجل، أين تسمع أغانيَ خاصة بالفريق الوطني. وفي الضفة المقابلة، فإن السلطات التونسية اتخذت كل الإجراءات اللازمة لمشاركة حلم كل السياح الجزائريين الوافدين إليها في مونديال جنوب إفريقيا، حيث ستؤمّن مشاهدة مباريات الفريق الوطني من خلال توفير الشاشات العملاقة في المقاهي والأماكن العامة. وفي هذا السياق، كشف إلياس مسلم، المندوب الجهوي للسياحة بالقيروان، ل "الشروق" أن الشعب التونسي يعشق المنتخب الجزائري، ولهذا فإن وزارة الشباب والرياضة التونسية قامت بشراء الاشتراكات من القنوات الرياضية التي ستبث مباريات "الخضر" في مونديال جنوب إفريقيا، كما أن المقاهي وقاعات الشاي والشوارع الكبرى التي جهزت بشاشات عملاقة ستكون مع الموعد، وهذا ما سيجعل سياح الجزائر يشعرون بأنهم في بلدهم الثاني. ومن جهته، قال ممثل الديوان الوطني ومندوب بالنيابة للسياحة ب "مهدية" محسن بوسفارة، أنه سيتم توفير شاشات عرض عملاقة تقدم المقابلات العالمية في جميع محافظات الجمهورية، لإتاحة المجال أمام السياح، خاصة الجزائريين، وعشاق كرة القدم عموماً لمتابعة بطولة كأس العالم، مضيفا أن الأفراح الكبرى ستكون عنوانا تونسيا كلما فاز الخضر في جنوب إفريقيا، كما حصل في 18 جوان الماضي، تزامنا مع الفوز الكبير الذي حققه رفقاء زياني في لقاء الخضر مع مصر بأم درمان بالسودان، حيث حول السياح الجزائريون المدن السياحية التونسية إلى أفراح شارك فيها التونسيون. 80 ألف سائح جزائري قضى شهر رمضان بتونس سنة 2009 قرابة 80 ألف سائح جزائري، قضى شهر رمضان الفضيل في تونس، و80 بالمائة منهم في مدينة القيروان، أين يؤدون صلاة التراويح في المسجد العتيق عقبة بن نافع، وفي هذا الإطار كشف المندوب السياحي للولاية السياحية "مهدية" محسن بوصفارة، في تصريح خاص ب "الشروق" أن السلطات التونسية سطرت برنامجا لموسم السياحة، وكذا شهر رمضان للسياح الجزائريين، حيث تم بعث على مستوى وزارة السياحة، لجنة تعمل على إرساء إستراتيجية على المدى القصير والبعيد، للنظر في السبل الكفيلة لإنجاح الموسم، باعتبار خصوصيات العادات والتقاليد الاجتماعية والتجارية، بمناسبة هذا الشهر المبارك، حدثا مهما بالنسبة للجزائريين، هذا؛ وقد وجهت وزارة السياحة التونسية تعليمات لكل الوكالات السياحية والفنادق، بتخصيص أسعار خاصة بالجزائريين، نظرا لكونهم يحتلون المرتبة الأولى في ترتيب السياح الوافدين على تونس، كما يضيف ذات المتحدث أن تراجع السياح الأوروبيين بشكل كبير في السنتين الأخيرتين دفع الدولة التونسية إلى تدعيم الخواص لتشييد بناءات خاصة بالعائلات والسياح الجزائريين، مقابل أسعار مغرية. فخامة الإقامة ومتعة السياحة علقتا قلوب الجزائريينبتونس من بين أكثر العوامل التي ساهمت في نجاح السياحة التونسية، هي توفيقها بين فخامة الإقامة ومتعة السياحة، وفق أسعار جد مدروسة تتناسب مع القدرة المادية للسائحين بمختلف فئاتهم، فالشواطئ التونسية التي تمتد على قرابة ال1300 كلم، تتمركز على طولها أقطاب سياحية، من أهمها سوسة، المنستير، الحمامات، المهدية، بنزرت، طبرقةوتونس العاصمة التي تحتضن متحف باردو العريق، الحاضن بدوره لأكبر مجموعة فسيفساء رومانية في العالم. إضافة إلى متحف ومسرح قرطاج، و متحف الفنون و العادات الشعبية المعروف بدار بن عبد الله بالمدينة العتيقة في قلب العاصمة، وهي مدينة تعدّ تحفة للأنظار بأسواقها ومعمارها الفريد، أدرجتها منظمة اليونسكو ضمن التراث العالمي الإنساني. أما الأقطاب الداخلية للسياحة، فهي القيروان عاصمة الأغالبة، ومسجدها المشهورمسجد عقبة بن نافع ذو المنارة الفريدة، وعين دراهم في الشمال الغربي ذات المناخ والمعمار الأوروبي، توزر مدينة الشعراء التي في أحضانها ولد رمز الشعر التونسي وأحد أعلام الشعر العربي أبو القاسم الشابي. وتحتضن توزر متحفا خاصا ومبهرا، هو متحف دار شريّط، هذا إضافة إلى دوز ومطماطة حاملي لواء السياحة الصحراوية، إلى جانب توزر وعديد المناطق الأخرى ذات الجاذبية السياحية.. وإلى جانب السياحة الترفيهية، تعد سياحة المؤتمرات من بين نجاحات تونس في الأعوام القليلة الماضية، حيث شهدت البلاد ارتفاعا ملحوظا في طلب هذا المنتوج من عدة شركات ومنظمات عالمية وعربية، ويرافق هذا النمو زيادة في عدد النزل الفاخرة ذات 5 نجوم، التي تمثل اليوم قرابة 40 % من الطاقة الفندقية الجميلة للبلاد. كما أن تزايد عدد القاعات الكبرى للاجتماعات المتواجدة داخل النزل، دليل آخر على تطور هذا النوع من السياحة يكمن في بروز عدة وكالات سفر مختصة، بجانب الوكالات الكبرى التي وجهت قسطا من جهودها لتطوير هذه السياحة. ولتنسيق كل هذه المجهودات، قام المهنيون بالشراكة مع إدارة السياحة بتأسيس مكتب لسياحة المؤتمرات (Tunisia Convention Bureau) يُعنى بالتنسيق بين مختلف المتدخلين في القطاع، ومد المنظمين الأجانب بالمعلومات والإعانة الكفيلتين بإنجاح مؤتمرهم أو اجتماعاتهم.