فتحت قوات الأمن السورية النيران على مئات المتظاهرين الذين كانوا يرددون هتافات ضد قانون الطوارئ في مدينة درعا الجنوبية، فيما أعلن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أن الرئيس بشار الأسد سيعلن ما وصفه بالقرارات المهمة خلال اليومين القادمين. وتدفق المتظاهرون على ميدان رئيسي في مدينة درعا وهم يرددون هتافات تطالب بالحرية ورفض قانون الطوارئ. في هذا الوقت، عاد الهدوء الاثنين إلى مدينة اللاذقية الساحلية السورية التي شيعت ضحاياها بعد أيام من الرعب بثه شبان مسلحون بالعصي والخناجر وقناصة تمركزوا على أسطح مبان واستهدفوا المارة ما أسفر منذ الجمعة عن 13 قتيلا و185 جريحا، بحسب مصادر طبية. وأكد منسق مركز التنمية البيئية والاجتماعية عصام خوري في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية أن الحياة بدأت تعود تدريجيا في المدينة، وبعض المدارس فتحت أبوابها، مشيرا إلى أن الأهل مازالوا متخوفين من إرسال أطفالهم إليها.وأكد خوري ل»راديو سوا» أن السوريين يتوقعون أن يعلن الأسد إجراءات مهمة في طريق الإصلاح، حسب تعبيره. وأضاف أن بعض المحال التجارية فتحت أبوابها وشوهدت حركة لبعض السيارات في مختلف الأحياء. وفي حي الشيخ ضاهر، في قلب المدينة التجاري، ظهرت آثار الدمار والحريق غداة اشتباكات عنيفة بين المسلحين وقوات الأمن. واعتبر ناشط فضّل عدم الكشف عن اسمه أن «ما يجري في اللاذقية الآن لا علاقة له بما جرى في بداية الاعتصامات التي جرت في البلاد»، لافتا إلى أن «هذا لا يعني أن المشكلة الطائفية محصورة في اللاذقية».ويأتي ذلك بينما تشهد سوريا منذ 13 يوما موجة احتجاجات غير مسبوقة، فيما جددت الحكومة السورية اتهامها لما وصفتهم بالمجرمين المسلحين بالوقوف وراء أحداث اللاذقية.وأكد سفير سوريا لدى السعودية مهدي دخل الله أن الهدوء والاستقرار عاد إلى البلاد. ورغم تأكيد السفير السوري أن الهدف من الاشتباكات غير سياسي، إلا أنه رأى أن هذه التحركات لا علاقة لها بالإصلاحات والقرارات الخاصة برفع حالة الطوارئ ومنح المزيد من الحريات للصحافيين في البلاد. وشدد دخل الله على دور جهات خارجية في الأحداث التي تشهدها بلاده، رغم عدم اكتمال التحقيقات في هذا المجال