زارت أمس جريدة آخر ساعة الشاب « لطاهر العابدي البالغ من العمر 24 سنة الذي أشعل النار بجسده يوم الأحد الماضي بمكتب مير بلدية بني والبان ،ورغم التطمينات التي أطلقت عن حالته الصحية ، إلا أن الأطباء يتوقعون الأسوأ في ظل استمرار رفضه من طرف المستشفيات الجامعية التي تملك مصلحة خاصة بالحروق بحجة عدم وجود أماكن شاغرة. بالطابق الثالث بمستشفى سكيكدة وبغرفة الإنعاش تمكنا من رؤية الشاب من خلال الزجاج حيث تم تغطية جسده بالضمادات. عائلة الشاب التي قابلناها استنكرت تجاهل السلطات المسؤولة لابنها ،واستاءت من رفض المستشفيات الجامعية بكل من قسنطينة وعنابة له رغم خطورة حالته ،حيث صرحت أن مستشفى الحروش ذكر أن حروقه من الدرجة الثانية بينما قال مستشفى سكيكدة أنها من الدرجة الثالثة مما يتطلب نقله إلى مصلحة مختصة لكن ذلك لم يحدث . وعلمنا أن المستشفى راسل كل المستشفيات الجامعية المجاورة ،إلا أنها رفضت استقباله لعدم وجود أماكن ،مما أشعر العائلة باليأس وجعلها تتخبط بحثا عن حل ينقذ ابنها من الموت .وذكرت مصادر طبية أن حالة الشاب سجلت تحسنا ملحوظا لكن ذلك ليس كافيا بالنظر إلى حالته الدقيقة التي تتطلب نقله بأقصى سرعة ممكنة كون الجلد المحترق أخذ في التعفن ،والى أن تتحرك أي جهة سواء بدافع مهني أو إنساني يظل» الطاهر» يصارع الموت في صمت أملا في إنقاذه بعدما أعماه الغضب وهو الذي لم يتوقع حتما مثل هذا المصير.يشار إلى أن الشاب دخل إلى مكتب رئيس المجلس الشعبي البلدي لبني والبان – حوالي 50 كلم عن عاصمة الولاية- خلال يوم الإستقبال مطالبا بسكن ريفي بعدما رش جسده بالبنزين دون علم أي أحد ،وبعد حديث مع المير ،قال عنه الأخير أنه وعده بإدراج اسمه ضمن القائمة ،أشعل النار في جسده بصورة مأساوية وغير مسبوقة حياة بودينار