تحيط العمارات الجاهزة والتي هي في طور الإنجاز بعشرات الأكواخ المنتشرة بحي المقبرة المسيحية وسط مدينة الحروش في تناقض يجعل السكان يحلمون بلحظة القفز إلى إحدى الشقق التي ستنقلهم إلى عالم أرقى. فخلف محطة نقل المسافرين بالحروش يوجد تجمع سكاني كبير يضم أكثر من 50 كوخا قصديريا، بداخلها مئات العائلات التي بنيت بالطوب والألواح والقصدير لكن هذه السكنات لم تستطع حماية ساكنيها من أمطار الشتاء وحرارة شمس الصيف حيث تظهر مظاهر البؤس والشقاء على سكان هذا التجمع الذين اعتبروا في تصريح لهم لجريدة آخر ساعة أنهم أموات وإطلاق تسمية حي المقبرة عليهم كان جد مناسبا لأنهم لا يعرفون من الحياة إلا الكلمة أما معناها وما تحمله من كرامة وأمل فلا يعرفانه، بدليل أنهم مازالوا يعيشون حياة بدائية و يجلبون الماء من حنفية موجودة وسط الحي يتزود منها بالماء كل السكان، أما قنوات الصرف الصحي فتنتشر المياه الملوثة على السطح مما يعيق الحركة، وبالنسبة للكهرباء فإنهم يتزودون بها من العمارات المقابلة وسط تشابك للخيوط وتعريضها حياة السكان وكما المارة للخطر. يضاف إلى كل هذه المشاكل القمامة المكدسة وسط الأكواخ ومخلفات عمليات البناء بالأراضي المجاورة،.