تعيش عائلات حي البارود المعروف ب “لابودريار” المقيمة بأكواخ من القصدير والطوب منذ عقود حياة المعاناة والمشقة التي ورثتها عدة أجيال تعاقبت على المكان، بحكم أن هذه المنازل تعود إلى ما بعد الحقبة الاستعمارية. العائلات المقيمة بهذه الأكواخ تواجه يوميا متاعب جمة منها هشاشتها، حيث تهددها الأحوال الجوية السيئة في فصل الشتاء بفعل السيول في أعصاب تهاطل الأمطار، وكذا الرياح التي تتسبب في إحداث أضرار جسيمة كلما زادت قوتها، كما أن برودة الطقس تسببت في تدهور صحة الكثيرين منهم خاصة الأطفال الصغار والشيوخ، لا سيما وأن التدفئة تتطلب جلب قارورات غاز البوتان التي تثقل الكواهل بأسعارها وعملية نقلها. أما الحديث عن فصل الصيف فالمعاناة معروفة بالنسبة للسكان وغيرهم مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتضاعف بفعل الزنك والقصدير الذي بنيت منه الأكواخ، كما أن انتشار الحشرات والجرذان خطر كبير لا يمكن إغفاله، خاصة وأنه يتربص بحياة وصحة السكان الذين يحرصون على مراقبة أطفالهم باستمرار مخافة حدوث مكروه. أحد السكان وفي حديثنا إليه قال إنهم ينتظرون ساعة الفرج منذ سنوات طويلة، خاصة وأنه قد تم إحصاؤهم عدة مرات من طرف المصالح المختصة، مضيفا أن أعداد السكان تتزايد باستمرار، حيث إن العائلات الجديدة يرتفع عددها ما يعني ارتفاع عدد الأكواخ. المقيمون بحي البارود القصديري لا يزالون ينتظرون ساعة الترحيل شأنهم شأن سكان قاطني الأحياء القصديرية الأخرى بولاية قسنطينة، خاصة وأن آمال الكثيرين منهم قد تبخرت بالانتقال إلى سكنات لائقة قبل نهاية السنة الجارية، كما كانت قد وعدتهم السلطات في وقت سابق. وأفاد مسؤول ببلدية قسنطينة أنه تم ترحيل كل السكان المقيمين في حي البارود القديم خلال السنتين الماضيتين إلى سكنات جديدة تتواجد بالمدينة الجديدة علي منجلي، وأن المتبقين هم في الواقع سكان مجاورين للحي المذكور فضلوا إقامة أكواخ قصديرية للظفر بسكنات، والقضية مطروحة أمام السلطات الولائية بغرض إيجاد حل لها.