أكد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، أن الجزائر وعلاقتها مع العالم "مبنية على مبادئ الاحترام و الانفتاح من باب إيمانها بتقاسم المنافع و الاحترام المتبادل كما أنها ترفض منطق القوة و الاعتماد على القانون الذي لا يميز بين التصدي للإرهاب والإجرام المنظم" و قال بلخادم في كلمة ألقاها أمس أمام المشاركين في أشغال الدورة السابعة لمنتدى أمريكا والعالم الإسلامي المنعقد بالدوحة عاصمة قطر من 13 إلى 15 فيفري الجاري أن "التمسك بالإيمان لا يعني البتة إقصاء الآخر" و أن الإسلام "يحترم كل تقدم علمي و يصبو للسمو و الحفاظ على آدمية الإنسان الذي يحترم كل تقدم علمي". و في رسالة واضحة إلى أمريكا التي تمثلها في هذا الاجتماع كاتبة الدولة للخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، لم يفوت بلخادم الفرصة للحدث بلغة مشفرة عنما صدر من أمريكا مؤخرا بوضع الجزائر في خانة الدول المصدرة للإرهاب و إخضاع رعاياها إلى إجراءات رقابية صارمة خاصة بالنقل الجوي، حيث قال بلخادم أن "الجزائر ترفض منطق القوة و الاعتماد على القانون الذي لا يميز بين التصدي للإرهاب والإجرام المنظم" منبها إلى علاقة الاحترام التي تربط الجزائر بكل دول العالم . و أضاف ممثل الجزائر في أشغال هذه الندوة الإقليمية الهامة، أن العلاقة بين أمريكا والعالم الإسلامي "تتميز بخصوصية" داعيا إلى ضرورة "عدم فصل" العلاقة بين العالم الإسلامي و أمريكا عن العلاقة بين العالم الإسلامي والغرب عموما خاصة "في ظل وجود رؤى مجحفة تحاول تبرير وجود التناقضات بين الطرفين" يؤكد بلخادم. "لا يمكن لأي طرف ان يتنكر للآخر" يقول بلخادم في دفاعه عن الاسلام قبل أن يضيف بأن الغرب "يتجرؤون في التأكيد على مخاطر الإسلام وأنه لا يتلاءم مع الحداثة ويشكل تهديدا للبشرية وأن الغرب وحده من يقدم قيما كإرث وحيد للحضارة الإسلامية". مضيفا أنه "في نظر هؤلاء صراع الحضارات لا مناص منه و أن الكثير قيل عن هذا الطرح وتم الإعلان عن تاريخ مستقبلي لأفول الإيديولوجيات و إفتعال خصم جديد يجبر هذا العالم الذي يقال أنه متحضر للحوار وفي ذات الحين يبقى بعيدا بحكم الجدار الذي يبنيه". و انتقد بشدة الحملات التي يتعرض لها الإسلام و كل ما تعلق به في العالم الغربي بداية بالإساءة للرسول الكريم من خلال رسوم كاريكاتورية في الدنمارك ثم منع الحجاب و البرقع في فرنسا و الأخطر من ذلك منع بناء مآذن في سويسرا عن طريق استفتاء حيث تأسف بلخادم لكل هذه الحملات المسعورة التي تصب في خانة الإساءة للإسلام و المسلمين و قال أن هذا التصور أفضى إلى ظهور نمطيات خطيرة تبين أن الغرب هو الطيب المتعلم ويحترم الحريات الفردية والجماعية ويقابله المسلم العدواني المتحجر المتخلف الذي لا يعطي للناس حقوقهم". و في الوقت ذاته هنأ بلخادم الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن المسعى الذي يقوم به من أجل مد جسور التواصل بين الغرب والعالم الإسلامي. علاء الدين وسيمي