أكد وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم أن الجزائر تبني علاقاتها مع الغرب وباقي دول العالم على مبادئ الاحترام والانفتاح من باب إيمانها بتقاسم المنافع والاحترام المتبادل، وترفض منطق القوة والاعتماد على القانون الذي لا يميز مع التصدي للإرهاب والإجرام المنظم، منتقدا في الوقت ذاته التفكير الذي ينظر إلى المسلمين على أنهم أعداء الحضارة، والذي ساهم في اتخاذ قرارات منع بناء المآذن وتشجيع الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام والإساءة لرسول المسلمين، ومنع الحجاب والبرقع. ونقلت وسائل إعلام قطرية أن بلخادم قد أوضح في كلمة له أول أمس خلال منتدى أشغال الدورة السابعة لمنتدى أمريكا والعالم الإسلامي الذي تحتضنه الدوحة أن بعض الناس في العالم الغربي يتجرؤون في التأكيد على مخاطر الإسلام، وأنه لا يتلاءم مع الحداثة ويُشكل تهديدا للبشرية وأن الغرب وحده من يُقدم قيما كإرث وحيد للحضارة الإسلامية، وإن صراع الحضارات لا مناص منه، مضيفا أن هذه النظرة ذهبت حتى الإعلان عن تاريخ مستقبلي لنهاية الحضارات وافتعال خصم جديد يُجبر هذا العالم الذي يُقال أنه متحضر للحوار وفي ذات الحين يبقى بعيدا بحكم الجدار الذي يبنيه وواصل بلخادم حديثه بالقول ''إن هذا التصور أفضى إلى ظهور أنماط خطيرة تبيّن أن الغرب هو الطيب المتعلم ويحترم الحريات الفردية والجماعية ويقابله المسلم العدواني المتحجر المتخلف الذي لا يعطي للناس حقوقهم''، مستهجنا في هذا الإطار التفكير الذي يجعل من رسوم الكاريكاتير حقيقة ومن الحقيقة عالما خياليا. واستغل بلخادم وجود مسؤولين أمريكيين، ومنهم عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي جون كيري، ليجدد امتعاض الجزائر من الإجراءات الأخيرة التي سنتها إدارة الرئيس باراك أوباما المتعلقة بتفتيش الرعايا الجزائريين القادمين إلى واشنطن، حيث تساءل ''كيف يُمكن أن نعري هؤلاء الناس بحكم التكنولوجيا والحفاظ على الأمن''، معتبرا أن سن هذه التدابير تتم وفقا لعوامل عرقية، وليس تبعا لعوامل أخرى. وأضاف بلخادم أن إجراءات التمييز التي تتخذ ضد المسلمين ستفضي في النهاية إلى تمييز متبادل مما يجعل أي حوار غير مجد، مطالبا بضرورة وقف هذه التصرفات والأساليب. وبيّن بلخادم أن الجزائر تبني علاقتها مع العالم على مبادئ الاحترام والانفتاح من باب إيمانها بتقاسم المنافع والاحترام المتبادل وترفض منطق القوة والاعتماد على القانون الذي لا يميز مع التصدي للإرهاب والإجرام المنظم، معتبرا أن كل هذه المحاور مهمة، ومن خلالها تسهم الجزائر في تحقيق الأمن للأمم.