في ظل الأزمة التي تشهدها تونس الشقيقة والتي أثرت بشكل مباشر على سياحتها وكذا تزعزع أمنها الداخلي مما جعل الأمور تنقلب كليا لإنعاش السياحة في المدن الجزائرية أين أصبحت العائلات التونسية تتوافد يوميا على الحدود الجزائريةالتونسية بشكل منقطع النظير مقارنة بالسنوات القليلة الماضية حيث كان الجزائريون من بين أكثر السياح الذين يقصدون تونس للاستجمام وقضاء إجازة الصيف وبالأخص “الأزواج الجدد” الذين يمضون شهر العسل في أجمل المدن السياحية التونسية كالحمامات ونابل وسوسة وبنزرت وكذا تونس العاصمة وطبرقة . ولكن الآن انعكست الأمور من بين التونسيين الذين يدخلون الحدود الجزائرية لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في الفترة الأخيرة نجد”العرسان التوانسة الجدد” الذين يحطون رحالهم في الأراضي الجزائرية وبالضبط في المدن الساحلية كمدينة القالة ومدينة عنابة اللتين عرفتا منذ قرابة الشهرين إقبال العائلات التونسية بصفة عامة لتلبية حاجياتهم من مواد غذائية واسعة الاستهلاك وآخرون لقضاء وقت في الاستجمام والراحة في أوقات الفراغ وعطلة الأسبوع ومن ثمة العودة إلى ديارهم وأما بالنسبة للأزواج الجدد فإنهم يأتون إلى الجزائر لتمضية شهر العسل في المدن الساحلية أين يقومون بكراء منزل أو حتى غرفة بأحد الفنادق بعيدا عن الضجيج واللاأمن المتواجدين داخل تونس ليجدوا الهدوء والأمن مما يجعلهم ينسون كل ما يحدث ببلدهم وللاستمتاع بأيام حلوة خالية من المشاكل. ولهذا الغرض اقتربت جريدة آخر ساعة من بعض العائلات التونسية التي وجدناها جالسة بإحدى المقاهي المتواجدة على مستوى ساحة الثورة وقمنا بطرح بعض الأسئلة عليها والمتمثلة في : من أي ولاية أو مدينة بتونس أتيتم ولماذا اخترتم الجزائر وليس غيرها؟ فكانت الإجابة بأنهم بصدد قضاء بعض الوقت بمدينة عنابة أين قاموا بالاستجمام في شواطئها الخلابة وبعض المناطق السياحية الرائعة المتواجدة بكل من القالة وعنابة وكذا قالمة حينما ذهبوا إلى الحمامات المعدنية المتواجدة على مستواها وعلى إثرها عبروا لنا بأنهم معجبون بالجزائريين وخاصة القالة وعنابة هذه الأخيرة التي اعتبروها مدينة مضيافة وهادئة في نفس الوقت مقارنة بالمدن التونسية في الوقت الحالي والتي أصبحت في حالة فوضى عارمة من جراء ثورة الياسمين والمظاهرات التي مازالت مستمرة إلى غاية الآن إلى جانب انتشار العصابات واللا أمن في بعض المناطق عبر معظم المدن التونسية خاصة في الليل كما أن المتحدثين معنا أكدا لنا بأنهما قدما من ولاية جندوبة وهما حديثا الزواج الذي مضى عليه حوالي أسبوع ومن ثمة قررا القدوم إلى الجزائر لتمضية شهر عسل لا ينسى في خضم الأزمة التي تمر بها بلادهما منذ شهر جانفي المنصرم. حورية فارح