ق. حنان في الوقت الذي تحاول فيه تونس إعادة بناء نفسها من جديد بعد الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق، يفكر الكثير من الجزائريين حاليا في مصير السياحة التونسية، وفي مصير مشاريعهم السياحية والاستجمامية إلى هذا البلد الجار والشقيق، الذي كان يسجل سنويا دخول ملايين الجزائريين في كافة المناسبات، وخلال مواسم العطل والأعياد. ويتذكر كثير من المواطنين الجزائريين الذي اعتادوا التوجه إلى تونس لقضاء عطلتهم، بكثير من الأسى والأسف، الأيام الجميلة التي قضوها هناك، والأماكن الرائعة والجميلة التي زاروها وتجولوا فيها والتقطوا فيها الصور التذكارية، وان كان بعضهم قد خطط للعودة مجددا هذا الموسم، فان الأحداث الأخيرة جعلتهم يعيدون التفكير من جديد، وتوجيه أنظارهم إلى دول أخرى صارت في الفترة الأخيرة أكثر استقطابا كتركيا مثلا، هذا بينما اختار البعض الآخر الانتظار لعل الأمور تعود إلى مجراها الطبيعي، في تونس، ويتمكن التونسيون من إعادة بناء سياحتهم من خلال إصلاح ما تم تخريبه، وإعادة الصورة المشرقة لتونس الخضراء ولشعبها المضياف، خاصة بعد أن ساهمت الانتفاضة الشعبية التونسية في انسحاب عدد كبير من السياح الأجانب الذين كانوا متواجدين فيها ساعة اندلاعها، وتحذير الكثير من الخبراء من التوجه إليها في هذا الوقت بالذات، فيما تتضارب التقارير والأخبار والدراسات، بشان قدرة تونس على إعادة بعض سياحتها من جديد. يقول رب إحدى العائلات الذي اعتاد التوجه كل موسم رفقة أسرته الصغيرة إلى تونس تحديدا، والتي زارها في الكثير من المرات وربط بها صداقات عديدة، انه يأمل وزوجته أن تعود الأوضاع إلى ماكانت عليه في السابق، وأنهم سيعودون إليها من جديد، ولكنهم لا يعلمون المدة التي يتطلبها ذلك، ولا الأوضاع التي ستصبح إليها تونس بعد سقوط النظام السابق، وسقوط كل ما كان يسبح في فلكه. مضيفا انه تابع باهتمام رفقة أسرته حتى أطفاله الصغار ما حدث مؤخرا، نظراً لتعلقهم الكبير بتونس، ومعرفتهم ببعض المناطق والمرافق السياحية الهامة التي قضوا فيها اوقاتا ممتعة، وكانوا يسألونه عنها بكل براءة أن تم تخريبها أم لا، وان كان بإمكانهم أن يعودوا مجددا، أم أن الحرب -مثلما اعتقد صغاره- قد اندلعت في البلد الذي كان يفتح لهم أبوابه بكل حب، وأنهم لن يتمكنوا من دخوله من جديد، رغم انه يحاول إفهامهم أن ما يحدث هنالك ليس حربا، وإنما احتجاجات شعبية على الاستبداد وكذا الظروف المعيشية الصعبة التي كان أشقاؤنا التونسيون يتخبطون فيها. وتعد تونس الوجهة المفضلة لأغلب السياح الجزائريين، حيث أشارت تقارير عن حركة السياحة التونسية إلى أن إجمالي السياح الجزائريينبتونس بلغ نحو مليون ومائتي ألف سائح، أغلبهم يعبرون الحدود الجزائريةالتونسية عبر المنافذ البرية يقدر عددهم بحوالي 6000 جزائري بشكل يومي، والرقم مرشح للارتفاع خلال شهور الصيف. ومن جهة أخرى تؤكِّد الإحصائيات أن 65 بالمئة من السياح الجزائريين يتحولون إلى تونس، ويقصد أغلبهم الحمامات ونابل وسوسة وطبرقة وهي الوجهات الأربع التي يستهدفها الجزائريون بالدرجة الأولى، كما تشكل تونس نقطة عبور بالنسبة للتجار الجزائريين في طريقهم للدول الآسيوية، يضاف إليهم عدد مهم من المهاجرين الجزائريين المقيمين بجنوب أوروبا، والذين أصبحوا يفضلون قضاء اجازاتهم السنوية في تونس بدلاً من البقاء في الجزائر، وتوضح التقارير أن إنفاق السائح الجزائري يقدر بنحو 500 دولار، تصرف على الإقامة في الشقق، والمقاصد السياحية بالبلاد.