الأمر الذي أدى لحدوث فوضى عارمة، خاصة وأن المصلحة مقصودة يوميا من طرف عدد كبير من المرضى الذين يأتون من عدة ولايات وبلديات مجاورة و أملهم في تلقي الإسعافات الأولية التي تخفف من معاناتهم. و اصطدم المرضى يوم أمس بواقع مرير وصعوبة كبيرة في الوصول إلى طاولة العلاج، وزاد من تعقيد حالتهم تهاون الأطباء واستهزائهم بوضعيتهم الصحية، حيث ضرب طلبة السنة السابعة التابعين لمصلحة الإنعاش بمستشفى ابن رشد، قرار أدارتهم عرض الحائط، بعد أن قاطعوا بطريقة فجائية المناوبة التي استدعوا لتغطيتها مكان زملائهم الأطباء المتربصين التابعين لمصلحة الاستعجالات. ويعود هذا الخلل إلى تقسيم الأطباء المتربصين عبر مختلف المصالح الطبية التي أشرف عليه الدكتور «قيّوس»، حيث لم تشهد توزيعا عادلا وتم إهمال مصلحة الاستعجالات التي لم تستقبل سوى 6 أطباء متربصين جدد، فيما وجه لمصلحة الإنعاش ما لا يقل عن 36 طبيب متربص، واستدعي لمصلحة الأمراض العقلية 15 طبيب طالب في سنة الأخيرة قبل التخرج، هذا التقسيم الذي لم يأخذ بعين الاعتبار أهمية المصالح الطبية وسعة العمل فيها وعدد المرضى الذين تستقبلهم يوميا، والكل يعلم أن مصلحة الاستعجالات تتسم بكثافة العمل وتتطلب التعجيل وعدم التماطل في إسعاف المرضى، مما يستدعي إضافة عدد معتبر من الأطباء، لكن ما حدث بالمستشفى الجامعي ابن رشد هو العكس، نفس النقطة بالنسبة للأطباء المتربصين الذين وجهوا لمصلحة الأمراض البولية، الذين لم يتعدوا 3 طلبة ما جعل رئيس المصلحة يرفض هذا التقسيم حسب ما أكده الأطباء المتربصون ل''آخر ساعة»، والذين كشفوا أيضا أن كل المتربصون يستعملون «المعارف» والمحسوبية من أجل الظفر بتوجيه نحو مصلحة الإنعاش «النورو شير « كما تدعى، حيث يفضل الطلبة وخاصة في هذه الفترة التي تقترب فيها مسابقة الاختصاص اختيار هذه المصلحة التي لا تشهد اكتظاظا ويقل فيها العمل مقارنة بالمصالح الطبية الأخرى، ليتمكنوا من مراجعة دروسهم تحسبا للامتحان المصيري المرتقب إجراءه شهر سبتمبر القادم، حتى أن المتربصين يسمون مصلحة الإنعاش بالعامية «نورو شيخ» إشارة إلى الراحة التي يتمتعون بها خلال تربصهم بالمصلحة. وخلال تواجدنا بمصلحة الاستعجالات يوم أمس، في ظل هذا التمادي و اللامبالاة لاحظنا حالات من السخط و الغضب انتابت العديد من المرضى الوافدين إلى هذه القاعة الذين كان أنينهم و صراخهم يملأ المكان من شدة الألم والثورة ضد الإهمال الحاصل هناك، فحتى المقاعد المخصصة للجلوس غير كافية ليضطر بعض المرضى للبقاء واقفين في حين وصول دورهم. وأمام هذه الوضعية يبقى المريض الجزائري يتجرع مرارة السياسة التمييزية في مستشفياتنا فعوض دخوله هناك من أجل تحسن حالته فإنه يخرج من هناك أكثر مرضا ليس جسديا فقط بل تدهور وضعيته النفسية أيضا . طالب فيصل