خاصة في ظل الوعود الزائفة التي ما انفك يقدمها بعض رؤساء البلديات المعنية بهذه الإحتجاجات وغياب حلول ملموسة للمشاكل المرفوعة من قبل المواطنين . واذ كان تجميد بعض الملفات الحساسة من قبيل ملف السكن الإجتماعي وارجاء الإعلان عن بقية قوائم المستفيدين من السكنات بمختلف صيغها الى مابعد شهر رمضان بأمر من السلطات العليا قد ساهم في هدوء الجبهة الإجتماعية لعدة أسابيع على مستوى عاصمة الكورنيش جيجل الا أن هذا الهدوء لم يصمد طويلا على مستوى بعض البلديات التي عادت لتنفجر غضبا تحت وقع الإحتقان الشعبي الذي ولدته مشاكل العزلة والسكن حتى الماء التي تحاصر بأذرعها القاتمة سكان العديد من القرى والمداشر بدليل ماوقع بكل من بلديتي العنصر وبرج الطهر حيث أقدم المئات من المواطنين على غلق مقر البلديتين المذكورتين اضافة الى مقر دائرة العنصر وذلك بعدما سدت في وجوههم كل الأبواب ولم يجدوا الا الشارع لإبلاغ معاناتهم للسلطات الوصية التي بدا الكثير من أفرادها غير آبهين بما يحدث في المناطق التي يشرفون عليها . واذا كانت موجة الغضب قد بلغت ذروتها في برج الطهر والعنصر وقبلها في جيجل وبني بلعيد وحتى الطاهير التي شهدت بدورها حركات احتجاجية خلال الأسابيع الفارطة فان أغلبية القائمين على الشأن العام بعاصمة الكورنيش فضلوا التفرغ لقضاء عطلهم السنوية تاركين حبل الأزمة على الغارب مما ساعد في زيادة لهيب هذه الأخيرة بدليل أن المحتجين في العنصر وبرج الطهر لم يجدوا أي مسؤول يتحاورون معه وهو مايفسر بقاء مقر بلدية برج الطهر مغلقا ليومين كاملين وقد يتواصل اغلاقه هذا الأحد في ظل اصرار المحتجين على مواصلة اعتصامهم أمام مبنى البلدية بل وتصعيد احتجاجهم أكثر في ماأسموه بأحد الغضب الذي قد تمتد شرارته لتمس بلديات أخرى ممن تعيش بدورها على صفيح ساخن بفعل تعطل عجلة التنمية الإقتصادية والإجتماعية بها وتنصل القائمين عليها من مسؤولياتهم بغرض التفرغ لقضاء مآربهم الشخصية والتمتع بسحر الشواطئ الجيجلية وحتى التونسية مادام أن المعلومات المتوفرة تفيد بتوجه الكثير منهم الى ماوراء الحدود لقضاء العطلة الصيفية في الوقت الذي تتواصل فيه معاناة عشرات المواطنين مع أزمات السكن والماء والنقل والتي حولت حياة هؤلاء الى جحيم دائم يشيب من أهواله الولدان م/مسعود