مايزال سكان قرية (بوغدير) التابعة إقليميا لعاصمة ولاية (جيجل) والتي لاتبعد عن مقر هذه الأخيرة سوى بسبعة كيلومترات يعانون من جملة من المشاكل والصعوبات التي أثرت على حياتهم اليومية خاصة في ظل افتقارهم لأبسط ضروريات الحياة وفي مقدمتها الماء الصالح للشرب الذي أصبح بمثابة هاجسا حقيقيا لسكان منطقة بوغدير . وإذا كانت المياه تجري في عديد شوارع عاصمة الكورنيش ولاتجد حتى من يستغلها فان سكان منطقة بوغدير يقضون معظم أوقاتهم في البحث عن هذه المادة الحيوية التي دفعتهم الحاجة الملحة اليها الى الإستعانة بمياه الصهاريج التي باتت تكلفهم مبالغ مالية طائلة لايقوى الكثير من السكان على توفيرها نظرا لضعف رواتبهم ما يجبر بعض هؤلاء على اللجوء الى حلول أخرى قد تكلفهم غاليا من خلال الإعتماد على مياه الوديان والمجاري المائية غير المراقبة لتوفير حاجتهم من الماء وهو الخيار الذي من شأنه تهديد حياة وصحة سكان بوغدير خاصة في ظل الأمراض الخطيرة التي تحملها مياه هذه المجاري والتي قد تكون تداعياتها خطيرة خاصة على الأطفال وكبار السن . لاتقتصر مشاكل سكان قرية بوغدير على المياه الشروب بل تتعداها الى أمور أخرى من قبيل الإنارة العمومية التي أدى انعدامها بهذه المنطقة الى مضاعفة الهجمات الليلية على ممتلكات السكان وكذا انتشار العصابات المختصة في سرقة المواشي والتي حوّلت ليالي الكثير من السكان الى نهار وهذا دون الحديث عن مشكلة الطاقة حيث تفتقد المنطقة الى غاز المدينة رغم استفادة مناطق مجاورة من هذه النعمة وهو مايجبر السكان على البحث الدائم عن قارورات غاز البوتان التي لطالما تضاعفت أسعارها خاصة في فصل الشتاء بل أن بعضهم لايحصلون عليها اطلاقا مما يدفع بهم الى استعمال وسائل التدفئة التقليدية من خلال الإعتماد على الحطب وهو مايؤرق أكثر سكان منطقة بوغدير الذين سئموا من هذه الأوضاع البائسة في وقت توزع فيه أموال التنمية التي استفادت منها الولاية يمينا وشمالا بل وتذهب أحيانا لمشاريع لاطائل من ورائها يقول سكان بوغدير الذين ناشدوا السلطات من أجل منحهم حقهم من التنمية واخراجهم من هذه الوضعية التي مافتئت تتعقد من يوم الى آخر . م.مسعود