يعاني سكان قري البلديات الشرقية لولاية البويرة، جملة من المشاكل الخانقة ونقائص كثيرة جعلت طريقة حياتهم شبه بدائية، وتأتي في مقدمتها انعدام غاز المدينة رغم استفادة المنطقة من مشاريع تزويد البلديات من شبكة الغاز الطبيعي إلا أن هذه القرى محرومة من هذه المادة الحيوية ، إلى جانب ذلك البطالة الذي حوّل حياة الشباب إلى جحيم حقيقي، خاصة مع افتقار القرى إلى المرافق الترفيهية والتسلية. السكان هذه القرى يعاني من نقص الخدمات والتي تتلخص في انعدام قاعات للعلاج رغم وجود قاعات علاج في بعض القرى إلا أنها لم تستغل بعد أو مهملة. أول ما طرحه علينا سكان هذه القرى من خلال مقابلتهم ، هو إشكالية اهتراء الطريق بسبب الحالة الكارثية التي يشهدها هذا الأخير، رغم أن الدولة سخرت كل الإمكانيات لانجاز وإصلاح الطرق الفرعية والمسالك الفلاحية لاسيما قرى أولاد راشد وبشلول، وغيرها فأهالي قرية الشريعة بأولاد راشد لا تزال تعاني من اهتراء الطريق المؤدي إلي البلدية ومختلف مسالك المتواجدة بالمنطقة .
المنطقة تفتقر إلي ابسط شروط الحياة
من خلال حديثنا معهم، أخبرنا سكان معظم القرى عن معاناتهم جراء انعدام غاز الطبيعي، خاصة معظم قرى"أولاد راشد" وقري بلدية" بشلول" وقرية "تيلوات" و"تلامين" و"تكميط" بأهل القصر "واسيف اسماض" بامشدالة وغيرها من القري وهي عديدة، حيث إنهم يستعينون بقارورات غاز البوتان من أجل قضاء حاجياتهم اليومية رغم ارتفاع أسعارها في السوق ودخول هذه المادة مجال المضاربة، حيث يقطعون مسافات طويلة للتزود بهذه المادة الأساسية، إذ وجدوا أنفسهم مجبرين على اقتنائها بعدما أضحت هذه الأخيرة مطلبا ملحا وهم في أمس الحاجة إليها. كما عبروا عن استيائهم وتذمرهم جراء انعدام الإنارة العمومية، حيث تغرق هذه الأخيرة في ظلام دامس، وهذا يشمل حتى بعض البلديات الشرقية ليست القرى نفسها الأمر الذي أضحى مصدرا لتخوفهم على منازلهم وممتلكاتهم من حالات السرقة والسطو، نظرا لحالة الظلام التي تعيشها هذه المناطق من الخبوزية في أغلب الأوقات،في ضل غياب الماء تعيش هذه القرى وضعية مزرية جراء غياب المياه الصالحة للشرب رغم انجاز شبكة التزويد هذه القري بالماء الشروب إلا أن هذه المشاريع لم تستكمل لا تزال في منتصف الطريق، مما تسبب في تذمرهم واستيائهم خاصة وأن هذه المناطق قريبة إلي سد تالسديت كما مازال سكان بعض القرى يعتمدون وسائل تقليدية والينابيع والمياه ، الأمر الذي اضطرهم إلى البحث عن قطرة ماء في أي مكان وبأي سعر مع قطع مسافات بعيدة، حيث وصل سعر الصهريج الواحد من المياه إلى ألف دينار جزائري، مما أثقل كاهلهم في ظل اتساع رقعة البطالة والفقر كما يشتكي السكان من انعدام التغطية الصحية في هذه القرى، حيث أضحى الأمر يثير حفيظتهم واستياءهم، جراء ما يتكبّدون من ويلات المعاناة والتنقل تارة إلى العيادة المتعددة الخدمات المتواجدة بمقرات بلدياتهم أو نحو مصلحة الاستعجالات بالمستشفيات المركزية كامشدالة والبويرة وحتى سور الغزلان. وأضاف آخرون أن بسبب غياب قاعات للعلاج أضحى ينعكس سلبا على حياتهم وحياة أبنائهم على حد السواء، بسبب ما قد يتعرضون له من مخاطر محدقة أو حوادث مختلفة تستدعي التنقل الفوري لتلقي الفحوصات اللازمة.
الشباب يطالبون بتوفير فرص العمل
عبّر لنا شباب القرية عن قلقهم الشديد اتجاه مستقبلهم، الذي خيم عليه نوع من الضبابية والغموض، نتيجة غياب فرص عمل حقيقية خاصة الجامعيين منهم. في هذا الصدد، عبر متحدثونا من الفئة الشباب عن أسفهم من النقص الملحوظ في المرافق والهياكل الشبابية، الثقافية والترفيهية المجهزة التي من شأنها استقطاب المواهب الشابة في ظل غياب فرص العمل بالمنطقة، حيث أضحى يؤثر عليهم وينغص حياتهم،أما عن قطاع الثقافة و المرافق الثقافية والهياكل التابعة لها فحدّث ولا حرج، حيث تخلو معظم القرى من دار للشباب أو مركز للترفيه الذي يعتبر من الضروريات في حياتهم، ونتيجة لكل هذه النقائص، فقد طالب معظم السكان الذين تحدثنا إليهم بضرورة إقامة المشاريع التنموية والاستثمارية بالمنطقة قصد إخراج القرى ولاية البويرة من العزلة التي تخنقها، مع تحسين مستوى معيشتهم وذلك من خلال تعبيد طرقات والمسالك سيما الفلاحية، واستحداث مناصب شغل لفائدة السكان المحليين، قصد امتصاص ظاهرة البطالة وإخراجهم من دائرة الفقر والتهميش الاجتماعي، بالإضافة إلى ضرورة إنشاء مرافق ترفيهية ورياضية لفائدة الشباب الذي ضاع مستقبله أمام مرأى المسؤولين المحليين، الذين تسبب تجاهلهم في خروج المنطقة عن مجال التغطية. فاتح ن