بسبب فقدانهم للثقافة الجنسية السليمة ، التي لا زال ينظر إليها من زاوية جد ضيقة ، وكذا لغياب التحسيس في أوساط الشباب ومختلف شرائح المجتمع ، لتأمين علاقاتهم الجنسية ، والحد من تعددها ، تفاديا للإصابة بمختلف الأمراض المتنقلة عن طريق الجنس . و من أهم الأمراض المتنقلة عن طريق الجنس داء السيدا ، والسيفيليس و التهاب الكبد الفيروسي من نوع « ج». و حسب الإحصائيات التي سجلت السنة الماضية فإن الجزائر أصبحت تشهد تزايدا مخيفا في عدد المصابين بالأمراض المتنقلة عن طريق الجنس خاصة منها داء فقدان المناعة المكتسبة ، حيث أخذت الولايات الساحلية حصة الأسد ، حيث سجلت ولاية وهران 1700 حالة إصابة بداء السيدا ، تليها الجزائر العاصمة ب 600 حالة ، فيما إحتلت ولاية تمنراست المرتبة الثالثة بتسجيل 279 حالة بداء السيدا بسبب النزوح و الهجرة غير الشرعية للأفارقة في ذات السياق أشارت الإحصائيات المقدمة إلى أن المدن الكبرى أحصت أكبر نسبة من الأشخاص المصابين بمختلف الأمراض المتنقلة عن طريق الجنس ، بسبب عدٌة عوامل يأتي في مقدمتها تعدد العلاقات الجنسية مع الغرباء ، خاصة المهاجرين ، وعدم التقيد بإجراءات الوقاية اللازمة خاصة منها الواقيات الجنسية ، وقد احتلت ولاية وهران المطلة على حوض البحر المتوسط من جهة الغرب الجزائري والتي تعتبر منطقة عبور للمهاجرين الأفارقة ، كما سجلت ولاية عنابة 157 حالة ، وسطيف 120 حالة ، فيما سجلت قسنطينة سوى 58 حالة إصابة بفيروس فقدان المناعة المكتسبة . وقد أجمع المختصون على أن الإحصائيات المسجلة تؤكد غياب التربية الجنسية في المجتمع الجزائري الذي لا زال يصنفها في خانة الطابوهات ، وكذا لا مبالاة المصابين بحالاتهم وعدم مصارحتهم للأطباء أثناء الفحوصات ، وهو ما ساهم في انتشار هذه الأمراض الفتاكة التي تؤدي مضاعفاتها الخطيرة إلى الموت الحتمي . مما يدعو إلى ضرورة إتباع سياسة نشر ثقافة الطرق الصحية للوقاية من الأمراض المتنقلة عن طريق الجنس ، و تبني حملات تحسيسية هادفة في أوساط الشباب عبر مختلف وسائل الإعلام و في الجامعات و المدارس ومختلف دور الشباب ، للحد من إنتشار هذه الأمراض الخطيرة و كذا التكفل الناجع بالمصابين بها خاصة التكفل النفسي الذي يساهم في تحسين نفسية المريض و جعله أكثر قابلية للعلاج . نادية طلحي