طالب دكتور الطب الشرعي ورئيس مركز الكشف الطوعي للأمراض المتنقلة جنسيا بمستشفى حجوط بتيبازة حصحاص، بالإسراع في تبنّي التربية الجنسية السليمة في المدرسة الجزائرية لتفادي انتشار الأمراض المتنقلة عن طريق العلاقات الجنسية وفي مقدمتها مرض السيدا الذي لا يزال الجنس أكثر سبل انتشاره. الدكتور حصحاص وفي لقاء بمكتبه، أكّد ل "الشروق" أن الجيل الجديد له نضج كبير فيما يخص الجنس، حيث يبدأ اهتمامه بهذا العالم منذ سن الر ابع عشر ولكنه للأسف يتحرّك وفق ثقافة مستقاة من الشارع ومن القنواة الأجنبية الفاضحة. وقد عُرضت عليه حالات مراهقين صغار مثل فتيات صغيرات يمارسن العلاقات الجنسية بشكل يحافظن على العذرية أو »الشرف« كما قال ولكنهن يُعرضن أنفسهن إلى أمراض متنقلة جنسيا وإلى الحمل غير الشرعي. المختص في مرض الإيدر والطب الشرعي ربط هذا الوضع بالتحوّل الذي يعيشه المجتمع الجزائري في غياب تربية جنسية سليمة وعلمية تقي هذا الجيل العواقب الوخيمة. وحسب ذات المصدر، أُنشئ مركز الكشف الطوعي منذ 2004 وقد بدأ بحملة قادها بنفسه في المقاهي ومراكز التكوين والفنادق لنشر ثقافة التربية الجنسية والوقاية، باعتباره عضوا في اللجنة الوطنية لمكافحة السيدا، خاصة وأن مرض السيدا اليوم أصبح مرض الجميع وليس الشواذ ومتعاطي المخدرات مثلما كان في السابق. هذه التربية -حسب ما لاحظه الدكتور حصحاص- غائبة تماما، كما أن المجتمع لا يزال يعتبر مرض السيدا طابو، علما أن المرضى يرفضون التصريح حتى للأطباء لانعدام الشروط الأساسية بالمستشفيات التي من شأنها أن تضمن السرية المطلقة. وحسب تجربة الدكتور حصحاص، فقد بدأ تحرّكه بمناقشة مختلف الشرائح في شتى الأماكن حول مرض السيدا، كما وزع كُتيِّبات حول الداء وطرق الوقاية منه ومن مختلف الأمراض المتنقلة جنسيا. وفي هذا السياق، فقد تمكّن من الكشف عن 40 فتاة من العاهرات بين 18 و38 سنة وأغلبهن بدون مستوى علمي وبعضهن دخلن هذا العالم بعد اغتصاب أو طرد من المنزل العائلي. وقد لاحظ الدكتور حصحاص أن منهن من يعرفن المرض ويحملن خوفا رهيبا منه ولكنهن لا يأخذن الاحتياط. وحسب الكشوفات التي قام بهذا ذات المتحدث، فقد لوحظ انتشار للأمراض الجنسية مثل السيفيليس والإلتهابات الأخرى مثل الكلاميديا ومختلف الفطريات، وقد أحصى 40 حالة فيما أحصى سنة 2005 أكثر من 107 كشف في مركز الكشف الطوعي كلهم تلوا دروسا في الوقاية من الأمراض الجنسية. وحسب ممثل مديرية الصحة بتيبازة، سيعاد فتح مركز الكشف الطوعي بمدينة تيبازة بعد توسيع المقر، وقد قدم منذ إنشائه سنة 2004 وبجهود فردية قادها الدكتور حصحاص، ففي ديسمبر الجاري وخلال سنة 2006 تم كشف 70 حالة، فيما كشف 107 مريض خلال سنة 2005 إستفادوا من تربية صحية وتوعية وتحاليل مجانية، يتراوح سنهم من 15 سنة إلى أكبر من 46 سنة، ويرتفع عدد المصابين بالأمراض الجنسية للجنسين في مرحلة 26 سنة إلى 35 سنة. للإشارة، سجّل المعهد الوطني باستور سنة 2002، 6 حالات سيدا من تيبازة، فيما لا يعرف أحد عدد المصابين بداء السيدا من تيبازة حتى المختصين من العاملين في القطاع الصحي. جدير بالذكر أن مديرية الصحة لتيبازة كونت عددا من المخبريين المتخصصين في الكشف عن الحالات البكتيرية والفيروسية المتعلقة بأمراض السيدا والأمراض المتنقلة جنسيا. وحسب الدكتور حصحاص تبقى التربية الجنسية والوقائية الحل أمام الفوضى الجنسية والثقافة الجنسية الطاغية مع التحويلات التي تميّز المجتمع الجزائري الآن والذي تسوده الثقافة الغريزية والمعلومة غير المنظمة وثقافة أفلام الجنس التجارية والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية القاسية وحالات العنف الجنسي العديدة المتفشية في الأوساط الأسرية. فاطمة رحماني